رسالة في« حفص بن غياث » و « سليمان بن داودالمنقري » و « قاسم بن محمد» - صفحه 215

وأمّا الثاني : [ في سليمان بن داود المنقري ]

فقد قال النجاشي :
سليمان بن داود المنقري أبو أيّوب الشاذكوني ، بصريّ ، ليس بالمتحقّق بنا ، غير أنّه روى عنه جماعة من أصحابنا من أصحاب جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، وكان ثقةً ، له كتاب . ۱
قوله : «ليس بالمتحقّق بنا» الظاهر أنّ الغرض أنه لم يتحقّق مذهبه عندنا ، لكنّه مشتمل على المسامحة ، وقد اتّفق منه هذه العبارة في ترجمة عبد الرحمن بن بدر ، ۲ ولم أظفر بها في غيرها مع الفحص .
ونقل العلاّمة عنه في الخلاصة أنّه يروي عن جماعة من أصحابنا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام . ۳
ونقل السيّد السند التفرشي عن العلاّمة في الخلاصة أنّه نقل عن النجاشي [أنّه ]من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ، وأورد عليه بأنّه من أصحاب جعفر بن محمّد عليهماالسلام . ۴
وأورد بعض الأعلام على السيّد السند المذكور بعدم مطابقة ما ذكره لما ذكره النجاشي ولا ما نقله العلاّمة ؛ إذ ما ذكره النجاشي أنّه يروي عنه جماعة من أصحابنا من أصحاب جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، لا أنّه من أصحاب جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، وما نقله العلاّمة : أنّه يروي عنه جماعة من أصحابنا من أصحاب
أبي جعفر عليه السلام ، لا أنّه من أصحاب جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، فما نقله العلاّمة مخالف لما ذكره النجاشي ذيلاً ، وما نقله السيّد السند المذكور مخالف لكلّ ما ذكره النجاشي وما نقله العلاّمة صدرا .
أقول : إنّ قول النجاشي : «من أصحاب جعفر بن محمّد عليهماالسلام» يحتمل أن يكون راجعا إلى سليمان بن داود بكونه خبراً ثالثا له بعد كون قوله : «بصريّ» خبرا أوّلاً ، وقوله : «ليس بالمتحقّق بنا» خبرا ثانيا .
ويحتمل أن يكون راجعا إلى قوله : «من أصحابنا» .
لكنّ الأوّل أظهر ؛ بناءً على أنّ الظاهر رجوع متعلّقات الكلام إلى المذكور بالأصالة .
وما ذكره بعض الأعلام من أنّ الظاهر هو الرجوع إلى «أصحابنا» ليس في محلّه .
وكيف كان ، عدم مطابقة ما ذكره النجاشي لما نقل عنه العلاّمة ظاهر ؛ إذ ما ذكره النجاشي : أنّه يروي عنه جماعة من أصحابنا من أصحاب جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، وما نقله العلاّمة : أنّه يروي عنه جماعة من أصحابنا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ، فيختلف المنقول والمنقول عنه في الذيل ، كما سمعت .
وأمّا ما أورده السيّد السند التفرشي ، ففيه : أنّ المدار في صحّة النقل على مطابقة المنقول للمنقول عنه ، ومرجع الإيراد إلى عدم مطابقة المنقول للواقع ، وأين أحدهما من الآخَر ؟
اللّهمّ إلاّ أن يكون الغرض عدم مطابقة المنقول للمنقول عنه بكون الغرض أنّ ما ذكره النجاشي هو أنّه يروي عنه جماعة من أصحابنا من أصحاب جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، وما نقله العلاّمة هو أنّه يروي عنه جماعة من أصحابنا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام .
لكنّه تجشّم ظاهر ؛ لابتنائه على إسقاط صدر المنقول والمنقول عنه ،
وارتكاب الاختصار المخلّ بالقناعة بالذيل .
أو يكون مبنيّاً على كون قول النجاشي : «من أصحاب جعفر بن محمّد عليهماالسلامراجعا إلى سليمان بن داود ، كما استظهرناه ، وكذا قول العلاّمة : «من أصحاب أبي جعفر عليه السلام» .
لكنّه ـ بعد كونه خلافَ ظاهر الإيراد ـ غير مناسبٍ ؛ إذ كان المناسب إظهار رجوع قول النجاشي : «من أصحاب جعفر بن محمّد عليهماالسلام» وقول العلاّمة : «من أصحاب أبي جعفر عليه السلام» إلى سليمان بن داود ، واحتمال رجوعهما إلى أصحابنا .
ثمّ إنّه قد ذكر الصدوق في مشيخة الفقيه ـ عند ذكر طريقه إلى سليمان بن داود المنقري ، كما يأتي ـ أنّه المعروف ب «ابن الشاذكوني» ۵ وهو مقتضى كلام ابن داود في قوله : «وأمّا الصحيح ممّا يتعلّق بالشيخ أبي جعفر بن بابويه فما رواه عن كردويه» إلى أن قال : «ومعاوية بن شريح وسليمان بن داود المنقري الشاذكوني» . ۶
لكنّه مخالف لما يقتضيه ما مرّ من النجاشي من أنّه هو الشاذكوني .

1.رجال النجاشي : ۱۸۴ / ۴۸۸ .

2.رجال النجاشي : ۲۳۸ / ۶۳۱ .

3.خلاصة الأقوال : ۲۲۵ / ۳ ، في القسم الثاني .

4.نقد الرجال ۲ : ۳۶۰ / ۲۳۹۸ / ۱۱ .

5.الفقيه ۴ : ۶۵ من المشيخة .

6.رجال ابن داود : ۳۰۸ ـ ۳۰۹ .

صفحه از 226