رسالة في« حفص بن غياث » و « سليمان بن داودالمنقري » و « قاسم بن محمد» - صفحه 221

[ في حال قاسم بن محمّد ]

وأمّا حال القاسم بن محمّد فقد سمعت من النجاشي أنّه لم يكن بالمرضيّ ، وذكره العلاّمة في القسم الثاني من الخلاصة ، وحكى عن ابن الغضائري «أنّ حديثه يُعرف تارةً ويُنكر اُخرى ، ويجوز أن يخرج شاهدا» . ۱
وهذه العبارة غير عزيزة من ابن الغضائري .
قوله : «ويجوز أن يخرج شاهدا» الغرض الجواز على تقدير الإنكار بكونه معطوفا على قوله : «وينكر» أو مطلقا بكونه مستأنفا ، ولعلّ الغرض تأييد الرواية المعتبرة .
وربما فُسّر صدر العبارة المذكورة ـ وهو بالانفراد غير عزيز الذكر أيضا ـ بأنّ الغرض أنّه إن روى عن الثقات فمعروف وحسن ، وإن روى عن الضعفاء فهو منكر .
ويشبه تلك العبارة ما اتّفق من العلاّمة في كثير من التراجم من الحكم في بعض الأُمور بأنّه لا يقتضي التعديل ، لكنّه مرجّح . ۲
وقد حرّرنا الكلام في الرسالة المعمولة في «ثقة» .
وذكره ابن داود في القسم الثاني من رجاله ، وحكى عن النجاشي أنّه لم يكن بالمرضيّ ، وحكى عن الكشّي أنّه قال : وحكي عن ابن الغضائري أنّ حديثه
يُعرف تارةً ، ويُنكر اُخرى . ۳
لكن ما حكاه عن الكشّي غير موجود في كلامه ، كما صرّح به بعض الأعلام ، ۴ إلاّ أنّه كثيرا مّا يحكي عن الكشّي ما ذكره النجاشي ، كما حرّرناه وغيره من كثير من اشتباهات ابن داود في بعض الفوائد المرسومة في ذيل الرسالة المعمولة في أنّ معاوية بن شريح ومعاوية بن ميسرة متّحدان أو مختلفان ؟ وقد حرّرنا الكلام في الغلوّ في الرسالة المعمولة في محمّد بن سنان .
ومقتضى ذكره من العلاّمة وابن داود في القسم الثاني كونه مجروحا عندهما أو توقّفهما فيه ، حيث إنّ القسم الثاني من الخلاصة في ذكر الضعفاء ومَنْ يُردّ قوله أو يُتوقّف فيه ، والقسم الثاني من رجال ابن داود في المجروحين والمجهولين .
لكن ينافي تصحيحُهما طريقَ الصدوق إلى سليمان بن داود . ۵
واحتمال تجدّد الاطّلاع منهما على الوثاقة في تصحيح الطريق لكونه في آخر الكتاب بعيدٌ .
وربما يظهر ممّا عن العلاّمة في المنتهى ، ۶ والشهيد في الذكرى والبيان ، ۷ والمحقّق الثاني ۸ من القدح فيما رواه المشايخ الثلاثة عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّه عليه السلام في رجل أدرك الجمعة وقد ازدحم ، فكبّر مع الإمام ولم يقدر على السجود ، ۹ بوجود حفصٍ القولُ
بوثاقته ، إلاّ أن يقال : إنّه يمكن أن يكون ذلك من جهة عدم الالتفات إلى غير حفص ، والتفطّن بالغير لا وثاقة الغير . لكنّه بعيد ، وإن ادّعى ظهورَه بعضُ الأعلام .

1.امام صادق عليه السلام : «النوم راحة للجسد ؛ خواب ، مايه آسودگى تن است» (كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج۴ ، ص۴۰۲ ؛ الأمالى ، صدوق ، ص ۴۴۱).

2.خلاصة الأقوال : ۲۴۸ / ۵ ، في القسم الثاني .

3.خلاصة الأقوال : ۵۰ / ۱۲ في ترجمة الحسين بن المنذر .

4.رجال ابن داود : ۲۶۷ / ۴۰۲ .

5.لم نعثر عليه ، وانظر تنقيح المقال ۲ : ۲۴ / ۹۵۹۹ .

6.خلاصة الأقوال : ۲۷۹ ، الفائدة الثامنة ؛ رجال ابن داود : ۳۰۹ .

7.منتهى المطلب۱ : ۳۳۴ .

8.ذكرى الشيعة ۴ : ۱۲۷ ؛ البيان : ۱۹۵ .

9.جامع المقاصد ۲ : ۴۳۰ .

10.الكافي ۳ : ۴۲۹ ، ح ۹ ، باب نوادر الجمعة ؛ الفقيه ۱ : ۲۷۰ ، ح ۱۲۳۵ ، باب وجوب الجمعة وفضلها ؛ تهذيب الأحكام ۳ : ۱۶۱ ، ح ۳۴۷ ، باب أحكام فوائت الصلاة .

صفحه از 226