رسالة في « حمّاد بن عثمان » - صفحه 272

[ التنبيه ] الثالث عشر : [ في رواية حمّاد بن عثمان عن حبيب بن مظاهر ]

أنّه روى في الفقيه في باب حكم من قطع عليه الطواف بصلاة أو غيرها عن حمّاد بن عثمان ، عن حبيب بن مظاهر ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، ۱ وقد حمل المقدّس حبيب بن مظاهر على حبيب شهداء كربلاء ؛ بشهادة أنّه وصفه بالمشكور ؛ ۲ حيث
إنّه مأخوذ من العلاّمة في الخلاصة ، لأنّه قال في ترجمته : حبيب الشهيد . ۳
ومن ذلك أنّه استظهر أنّ المراد بأبي عبد اللّه هو الحسين روحي وروح العالمين له الفداء ، وقد حكم في المدارك بصحّة الحديث ، ۴ والظاهر أنّه تبع المقدّس . واحتمل بعضٌ أن يكون هو الذي كان من أصحاب الحسين عليه السلام ، فيكون المراد بأبي عبد اللّه هو الحسينَ عليه السلام ، ۵ فيكون في السند إدخال .
وقال سلطاننا : المذكور في كتب الرجال إنّما هو حبيب بن مظاهر المقتول بكربلا مع الحسين عليه السلام .
فهذا مجهول إلاّ أن يحمل أبو عبد اللّه المذكور في الرواية على الحسين عليه السلام ، وهو بعيد ، مع بُعْدِ رواية حمّاد بن عثمان عنه أيضا .
ولا يذهب عليك أنّ الطبقة لا تساعد لرواية حمّاد بن عثمان عن حبيب الشهيد ؛ إذ حمّاد بن عثمان ـ على ما يظهر ممّا مرّ ـ من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام ، ومات بالكوفة سنة تسعين ومائة ، ۶ واين هذا من حبيب الشهيد بكربلا .
والظاهر أنّ «مظاهر» كان غلطا في الفقيه عن «معلّل» كما أفاده الفاضل الخواجوئي ؛ ۷ بشهادة أنّ الفقيه قد ذكر طريقه إلى حمّاد بن عثمان عن حبيب بن معلل ، ۸ وليس في مشيخته غير هذا ، وهو من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام، كما أنّ حمّاد بن عثمان كذلك كما مرّ ؛ فالمراد بأبي عبد اللّه عليه السلام هو الصادق عليه السلام .
لكن في مشيخة الفقيه ـ على ما في نسختين معتبرتين عندي في حواشي إحداهما خطوط العلاّمة المجلسي ـ حبيب بن المعلّى ، وهو المشروح بشرح المولى التقيّ المجلسي . ۹
نعم ، عَنْوَنَ النجاشي حبيب بن المعلّل الخثعمي وذكر أنّه روى عن الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام ؛ ۱۰ فبان صحّة المؤاخذة من المولى المذكور في عدم الإشارة إلى عنوان النجاشي، وكذا الحال في العلاّمة المشار إليه ؛ لأنّه قد تعرّض في حواشي المشيخة لطائفة من المطالب ، ولم يتعرّض هنا لمخالفة المعلّل لعنوان النجاشي .
وقد أجاد السيّد السند التفرشي ؛ حيث ذكر في حاشية النقد عند شرح طريق الفقيه إلى حبيب بن المعلّى أنّ في كتب الرجال حبيبَ المعلَّلَ ، قال : «ولعلّه الصواب» لكنّ النسبة إلى كتب الرجال محلّ الإشكال ؛ إذ لم يأت بالمعلّل غير النجاشي . ۱۱
ثمّ إنّ حبيب بن مظاهر قد ذكره ابن داود بهذا العنوان ، ۱۲ بل نقله عن خطّ الشيخ وجرى عليه في التوضيح ، بل ضبطه بضمّ الميم ، وفتح الظاء المعجمة ، وكسر الهاء . ونقله في الخلاصة عن قائل ، ۱۳ لكن في الخلاصة حبيب بن مظهّر : بضمّ الميم ، وفتح الظاء المعجمة ، وتشديد الهاء ، والراء أخيرا ، ۱۴ قال في التوضيح : «ويظهر منه التوقّف في حركة الهاء» ، وحكى ابن داود عن قائل فتْحَ الظاء وتشديدَ الهاء وكسرَها ، ۱۵ وفي الصحاح : «والمظهر
بكسر الهاء اسم رجل» . ۱۶

1.الفقيه ۲ : ۲۴۷ ، ح ۴۶ ، باب حكم من قطع عليه الطواف بصلاة أو غيرها .

2.مجمع الفائدة والبرهان ۷ : ۷۱ .

3.خلاصة الأقوال : ۶۱ / ۲ .

4.مدارك الأحكام ۸ : ۱۴۵ .

5.حاوي الأقوال : ۱۸۲ / ۹۱۷ ، احتمله على بُعد .

6.رجال النجاشي : ۱۴۳ / ۳۷۱ ؛ وخلاصة الأقوال : ۵۶ / ۴ .

7.الفوائد الرجالية : ۶۱ .

8.الفقيه ۴ : ۴۱ ، من المشيخة ، وفيه : «المعلّى» بدلاً عن المعلل .

9.روضة المتّقين ۱۴ : ۸۵ . وانظر مشيخة الفقيه ۱ : ۴۱ .

10.رجال النجاشي : ۱۴۱ / ۳۶۸ .

11.نقد الرجال ۵ : ۳۵۹ هامش : ۹ ، وانظر مشيخة الفقيه ۱ : ۴۱ .

12.رجال ابن داود : ۷۰ / ۳۷۸ .

13.خلاصة الأقوال : ۶۱ / ۲ .

14.خلاصة الأقوال : ۶۱ / ۲ .

15.رجال ابن داود : ۷۰ / ۳۷۸ .

16.الصحاح ۲ : ۷۳۲ (ظهر) .

صفحه از 276