رسالة في « عبدالله بن محمد » - صفحه 287

وأما الثاني : [ في بيان حاله ] [ روايات الكشّي في ذمّه ]

فقد روى الكشّي عن أبي عليّ خلف بن حامد عن الحسن بن طلحة عن ابن فضّال عن يونس بن يعقوب عن بريد العجلي عن أبي عبد اللّه عليه السلامقال : سألت عن قول اللّه عزّوجلّ : «هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَـطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ »۱ قال: «هُمْ سبعة: المغيره بن سعيد، وبنان، وصائد الهندي، والحارث الشامي، وعبد اللّه بن عمرو بن الحارث ، وحمزة بن عمارة الزبيدي ، وأبو الخطّاب» . ۲
وروى عن محمّد بن مسعود عن الحسين بن الحسن بن بندار ومحمّد بن قولويه القمّيّان عن سعد بن عبد اللّه عن أبي خلف عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: «لعن اللّه بنان التبّان، وإنّ بناناً لعنه اللّه كان يكذب على أبي ، أشهد أن أبي كان عبداً صالحاً». ۳
وفي بعض النسخ : «أشدّ» بدل «أشهد» أي : أشدّ الكذب .
وروى عن سعد عن أحمد بن محمّد بن عيسى وأحمد بن الحسن بن فضّال ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضّال عن داود بن أبي يزيد العطّار عمّن حدّثه من أصحابنا عن أبي عبد اللّه عليه السلامقال : «يقول اللّه عزّوجّل : «هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَـطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ »۴ » قال : «هُمْ سبعة : المغيرة بن سعيد ، وبنان ، وحمزة بن عمارة الزبيدي ،
والحارث الشامي ، وعبد اللّه بن عمرو بن الحارث ، وأبو الخطّاب» . ۵
وروى عن سعد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبي يحيى سهل بن زياد الواسطي ومحمّد بن عيسى بن عبيد عن أخيه جعفر وأبي يحيى الواسطي ، قال : قال أبو الحسن الرضا عليه السلام :
كان بنان يكذب على عليّ بن الحسين عليهماالسلام فأذاقه اللّه حَرّ الحديد ، وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه اللّه حَرّ الحديد ، وكان محمّد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى عليه السلام فأذاقه اللّه حَرّ الحديد ، وكان أبو الخطّاب يكذب على أبي عبد اللّه عليه السلامفأذاقه اللّه حَرّ الحديد ، والذي يكذب عليَّ محمّد بن فرات . ۶
وروى عن سعد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :
«إنّ بناناً والسري وبزيعاً ـ لعنهم اللّه ـ تراءى لهم الشيطان في أحسن صورة آدمي من قرنه إلى سُرّته» قال : قلت : إنّ بناناً يتأوّل هذه الآية « وَ هُوَ الَّذِى فِى السَّمَآءِ إِلَـهٌ وَ فِى الْأَرْضِ إِلَـهٌ »۷ أنّ الذي في الأرض غير إله السماء ، وإله السماء غير إله الأرض ، وأنّ إله السماء أعظم من إله الأرض ، وأنّ أهل الأرض يعرفون فضل إله السماء ويعظّمونه ، فقال : «واللّه ما هو إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، إله مَنْ في السموات ومَنْ في الأرض ، كذب بنان ـ عليه لعنة اللّه ـ لقد صغّر اللّه عزّ وجلّ وصغّر عظمته . ۸
وروى عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن خالد الطيالسي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن ابن سنان قال ، قال أبو عبد اللّه عليه السلام :
«إنّا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذّاب يكذب علينا فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس ، كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله أصدق البريّة لهجةً وكان مسيلمة يكذب عليه ، وكان أميرالمؤمنين عليه السلام أصدق من برأ اللّه من بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد اللّه بن سبأ لعنه اللّه ، وكان أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ عليهماالسلام قد ابتلي بالمختار» ثمّ ذكر أبو عبد اللّه عليه السلامالحارث الشامي وبنان ، فقال : «كانا يكذبان على عليّ بن الحسين عليهماالسلام» . ثمّ ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعاً والسري وأبا الخطّاب ومعمراً وبشّاراً الأشعريّ وحمزة الزبيدي وصائد الهندي فقال : «لعنهم اللّه إنّا لا نخلو من كذّاب يكذب علينا أو عاجزاً لرأي ، كفانا اللّه مؤونة كلّ كذّاب علينا وأذاقهم اللّه حَرّ الحديد» . ۹
وروى عن يحيى بن عبد الحميد في كتابه المؤلّف في إثبات إمامة أميرالمؤمنين عليه السلام : قلت لشريك : إنّ أقواماً يزعمون أنّ جعفر بن محمّد عليهماالسلام ضعيف الحديث ، فقال :
اُخبرك القصّة ، كان جعفر بن محمّد رجلاً صالحاً مسلماً ورعاً ، فاكتنفه قوم جُهّال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون : «حدّثنا جعفر بن محمّد» ويحدّثون بأحاديث كلّها منكراتُ كِذْبٌ موضوعة على جعفر عليه السلام ، يستأكلون الناس بذلك ، ويأخذون منهم الدراهم ، وكانوا يأتون من ذلك بكلّ منكر ، فسمعت العوامّ بذلك منهم ، فمنهم مَنْ هلك ومنهم مَنْ أنكر ، وهؤلاء مثل المفضّل بن عمر ، وبنان ، وعمرو
النبطي وغيرهم ذكروا أنّ جعفراً حدثهم أنّ معرفة الإمام تكفي من الصلاة والصوم ، وحدّثهم عن أبيه عن جدّه ، وأنّه حدّثهم ع ة ۱۰ قبل القيامة ، وأنّ عليّاً في السحاب يطير مع الريح ، وأنّه كان يتكلّم بعد الموت ، وأنّه كان يتحرّك على المغتسل ، وأنّ إله السماء وإله الأرض الإمام ، فجعلوا للّه شريكاً ، جهّالٌ ضلاّلٌ ، واللّه ما قال جعفر شيئاً من هذا قطّ ، كان جعفر أتقى للّه وأورع من ذلك ، فسمع الناس ذلك فضعّفوه ، ولو رأيت جعفراً عليه السلاملعلمت أنّه واحد الناس . ۱۱
وحكى العلاّمة في الخلاصة عن الكشّي أنّه روى عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن خالد الطيالسي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن ابن سنان أنّ الصادق عليه السلاملعنه . ۱۲
لكن لم أظفر به في اختيار الشيخ ، المعروف بكتاب الكشّي . والحقّ أنّه من تأليفات الشيخ كما حرّرناه في بعض الفوائد المرسومة في ذيل الرسالة المعمولة في رواية الكليني عن الحسين بن محمّد .
وقد أجاد الفاضل الاسترآبادي ۱۳ حيث إنّه نقل ما ذُكر عن الخلاصة ، لكنّ السيّد السند التفرشي ۱۴ نقله عن الكشّي .

1.الشعراء (۲۶) : ۲۲۱ ـ ۲۲۲ .

2.انظر رجال الكشّي ۲ : ۵۹۱ / ۵۴۳ .

3.رجال الكشّي ۲ : ۵۹۰ / ۵۴۱ .

4.الشعراء (۲۶) : ۲۲۱ ـ ۲۲۲ .

5.رجال الكشّي۲ : ۵۹۱ / ۵۴۳ . وفي المصدر زيادة «صائد» .

6.رجال الكشّي ۲ : ۵۹۱ / ۵۴۴ .

7.الزخرف (۴۳) : ۸۴ .

8.رجال الكشّي۲ : ۵۹۲ / ۵۴۷ .

9.رجال الكشّي ۲ : ۵۹۳ / ۵۴۹ .

10.قوله : «ع ة» رمز ل «عن الرجعة».

11.رجال الكشّي ۲ : ۶۱۶ ـ ۶۱۷ / ۵۸۸ .

12.خلاصة الأقوال : ۲۰۸ / ۴ .

13.منهج المقال : ۷۳ و ۲۱۱ ، والنقل في الترجمتين عن الكشّي .

14.انظر نقد الرجال ۱ : ۳۰۳ / ۸۰۹ ـ ۸۱۰ .

صفحه از 304