[ دفاع عن «بنان» ]

أقول : إنّ مقتضى ما ذكر فيه أحمد وعبد اللّه ابني محمّد بن عيسى من الأسانيد المتقدّمة كون عبد اللّه بن محمّد بن عيسى في طبقة أخيه أحمد بن محمّد بن عيسى ، وأحمد بن محمّد بن عيسى من رجال الرضا والجواد والهادي عليهم السلام ، ^۱ بل روى عبد اللّه بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن مهزيار فيما رواه الكشّي في ترجمة محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن عليّ بن محمّد عن بنان بن محمّد عن عليّ بن مهزيار عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام أنّ يأمرلي بقميص من قمصه أعدّه لكفني ، فبعث به إليَّ ، فقلت له : كيف أصنع به جعلت فداك ؟قال : «انزع أزه» ^۲ وعليّ بن مهزيار من أصحاب الرضا والجواد والهادي عليهم السلام ^۳ أيضاً ، فلا مجال لكونه ممّن نزل في شأنه الآية ، كما هو مقتضى الرواية الاُولى ^۴ والرواية الثالثة ^۵ من الروايات المذكورة عن الكشّي .
وكذا لا مجال لوضعه الكذب على السيّد السجّاد ـ عليه آلاف التحيّة من ربّ العباد ـ كما هو مقتضى الرواية الرابعة ^۶ والسادسة ، ^۷ ولا لوضعه الكذب على
الصادق عليه السلام ، كما هو مقتضى الرواية السابعة ، ^۸ ولا للعن الصادق عليه السلام عليه ، كما هو مقتضى ما نقله العلاّمة في الخلاصة عن الكشّي ، ^۹ ولا لكونه في عصر الصادق عليه السلامأو في بعض الأعصار السابقة على عصره ، كما هو مقتضى الرواية الخامسة من تلك الروايات ، ^۱۰
بل كثرة رواياته ـ فضلاً عن كونه من مشايخ الإجازة ، كما ذكره المولى التقي المجلسي ^۱۱ ـ توجب القطع بكونه مغايراً للمطعون بالمطاعن المذكورة ، بل كونه من مشايخ الإجازة يقتضي صحّة حديثه أو حسنه بناءً على دلالة شيخوخة الإجازة على العدالة ، كما جرى عليه جماعة ، ^۱۲ أو دلالتها على الحسن ، كما نسبه العلاّمة البهبهاني إلى المشهور . ^۱۳