رسالة في « عبدالله بن محمد » - صفحه 301

[ في عبد اللّه بن محمّد المكنّى بأبي بصير ]

بقي أنّ عبد اللّه بن محمّد الأسدي المتقدّم ـ بظهور كونه مراداً بعبداللّه بن محمّد ـ غير عبد اللّه بن محمّد الأسدي الذي عدّه الشيخ في الرجال من أصحاب الباقر عليه السلام ، وذكر أنّه يكنّى بأبي بصير ؛ حيث قال في أصحاب الباقر عليه السلام : عبد اللّه بن محمّد الأسدي كوفي يكنّى بأبي بصير . ۱
ومقتضي كلام الكشّي أيضاً أنّه يكنّى بأبي بصير ؛ حيث قال في أصحاب الباقر عليه السلام : عبد اللّه بن محمّد الأسدي الكوفي يكنّى بأبي بصير . ۲
ومقتضى كلام الكشّي أيضاً أنّه يكنّى بأبي بصير حيث قال في أبي بصير :
عبد اللّه بن محمّد الأسدي طاهر بن عيسى قال : حدّثني جعفر بن أحمد الشجاعي عن محمّد بن الحسين عن أحمد بن الحسن الميثمي عن عبد اللّه بن وضّاح عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلامعن مسألة في القرآن ، فغضب وقال : «أنا رجل تحضرني قريش وغيرهم ، وإنّما تسألني عن القرآن» فلم أزل أطلب إليه وأتضرّع حتّى رضي ، وكان عنده رجل من أهل المدينة مقبل عليه ، فقعدتُ عند باب البيت على بثّي وحزني إذ دخل بشير الدّهان فسلّم وجلس عندي فقال لي : سلْه عن الإمام بعده ، فقلت : لو رأيتني ممّا قد خرجت عن هيئة لم تقل : سله ، فقطع أبو عبد اللّه عليه السلامحديثه مع الرجل ثمّ أقبل فقال : «يا أبا محمّد ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا ، وإنّما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا
إذا اُمرتم» . ۳
لكنّك خبير بأنّ مقتضاه الإذعان بتحقّق رواية عبد اللّه بن محمّد الأسدي عن الصادق عليه السلام ، وهذا ينافي ما تقتضيه صنيعة الشيخ ؛ حيث عدّ عبد اللّه بن محمّد الأسدي من أصحاب الباقر عليه السلام . ۴
وكيف كان لا دليل على كون المقصود بأبي بصير في سند الرواية المذكورة هو عبد اللّه بن محمّد الأسدي ، فلا يثبت إطلاق أبي بصير على عبد اللّه بن محمّد الأسدي ، بل لا دليل على كون المقصود بأبي محمّد هو بشير الدهّان ، فذِكْر الرواية من الكشّي في طيّ عنوان عبد اللّه بن محمّد الأسدي كماترى ؛ لابتنائه على كون المقصود بأبي بصير وأبي محمّد هو عبد اللّه بن محمّد ، وقد سمعت عدم ثبوت شيء من الأمرين .
ويمكن أن يقال : إنّ الكشّي من أرباب الخبرة والبصيرة في الرجال ، فالظاهر اطّلاعه على كون المقصود بأبي بصير وأبي محمّد هو عبد اللّه بن محمّد ، نظير أنّه قد يذكر بعض الروايات في بعض كتب الأخبار في بعض الأبواب مع عدم اقتضاء الرواية للاختصاص بالباب الذي ذكر الرواية فيه ، كما رواه المشايخ الثلاثة ـ في باب السجود ـ بالإسناد عن أبي جرير الرواسي قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : «اللهمّ إنّي أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب» يردّدها ، ۵ أي يكرّرها ، كما في الترديد بالقرائن ، مع عدم دلالة الرواية على أنّه عليه السلام كان يأتي بالدعاء المذكور في السجدة ، فضلاً عن سجدة الصلاة .
نعم ، مقتضى ما عن البحار عن جامع البزنطي عن خطّ بعض الأفاضل عن
جميل عن الحسن بن زياد ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول وهو ساجد : «اللهمّ إنّي أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب» . ۶ وكذا ما عن نوادر الراوندي من أنّه كان موسى بن جعفر عليه السلام يدعو كثيراً في سجوده : «اللّهمّ إني أسألك» ۷ إلى آخره : هو كون الدعاء في السجود ، بل ظاهر هاتين الروايتين كون السجود للصلاة .
ومثل ذلك مارواه في الفقيه ـ في باب أحكام السهو في الصلاة ـ عن أبي الحسن عليه السلامقال : «إن شككت فابن على الأربع» قلت : هذا أصل ؟ قال : «نعم» ۸ مع عدم اقتضاء الرواية للاختصاص بشكوك الصلاة .
فثبت أنّ عبد اللّه بن محمّد كان يكنّى بأبي بصير وأبي محمّد وكان يروي عن الصادق عليه السلام ، فلا بأس بذكر الرواية المذكورة في ذيل عنوانه لا سنداً ولا متناً .
لكن نقول : إنّه ذكر النجاشيّ ۹ والعلاّمة ۱۰ وابن داود ۱۱ أنّ عبد اللّه بن وضّاح صاحَب أبا بصير يحيى بن القاسم كثيراً وعرف به ، بل ذكر النجاشي أنّ له كتباً يُعرف منها كتاب الصلاة ، أكثره عن أبي بصير . ۱۲
فالظاهر أنّ التعبير بأبي بصير من غير الكشّي لا منه بتغيير التعبير بأن عبّر جعفر بن محمّد بعبداللّه بن محمّد ، وهو عبّر بأبي بصير ، والمقصود بأبي بصير هو
يحيى بن أبي القاسم وإن حكي عن الكاظمي دعوى رواية عبد اللّه بن وضّاح عن عبد اللّه بن محمّد الأسديّ . ۱۳
لكنّ الظاهر أنّ مدركه ظاهر كلام الكشّي .
ومزيد الكلام موكول إلى ما حرّرناه في باب أبي بصير في الاُصول .
وبالجملة ، الوجه في مغايرة عبد اللّه بن محمّد المتقدّم وعبد اللّه بن محمّد المذكور هنا : أنّ عبد اللّه بن محمّد المذكور هنا قد عدّه الشيخ من أصحاب الباقر عليه السلام ۱۴ كما سمعت ، والحال في روايته عن الصادق عليه السلامكما سمعت ، وعبد اللّه بن محمّد المتقدّم قد تقدّم أنّ الظاهر اتّحاد طبقته مع طبقة أخيه أحمد بن محمّد ، وأخوه من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام كما يظهر ممّا مرّ ، وقد تقدّم رواية عبد اللّه بن محمّد عن أخيه .
ومن البعيد غاية البُعْد بل القريب مَنْ الامتناع أن يروي من كان من أصحاب الباقر أو الباقرين عليهماالسلام عمّن كان من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام، ولا يروي عن الصادق ولا الكاظم عليهماالسلام أقلاًّ ، أولا يروي عن الكاظم عليه السلام أقلاًّ .
هذا ـ أعني الحكم بالمغايرة ـ مبنيّ على ثبوت عبد اللّه بن محمّد المذكور هنا ، وأمّا لو قلنا بانتفاء عبد اللّه بن محمّد المذكور هنا ـ كما هو مقتضى ما ذكرناه بالاخرة ـ فعبداللّه بن محمّد منحصر في عبد اللّه بن محمّد المتقدّم ، واللّه العالم .

1.رجال الشيخ : ۱۴۰ / ۲۶ .

2.رجال الكشّي ۱ : ۴۰۹ / ۲۹۹ .

3.رجال الكشّي ۱ : ۴۰۹ / ۲۹۹ .

4.رجال الشيخ : ۱۴۰ / ۲۶ .

5.الكافي ۳ : ۳۲۳ ، ح ۱۰ ، باب السجود والتسبيح والدعاء في الفرائض والنوافل ؛ تهذيب الأحكام ۲ : ۳۰۰ ، ح ۶۵ ، باب كيفيّة الصلاة و صفتها و المفروض من ذلك و المسنون .

6.البحار ۸۶ : ۲۱۶ ، ح ۳۱ ؛ مجموعة الشهيد : ۹۰ ؛ مستدرك الوسائل ۴ : ۴۶۳ ، أبواب السجود ، باب ۱۴ ، ح ۳ .

7.دعوات الراوندي : ۸۰ . وعنه في البحار ۸۶ : ۲۱۸ ، ح ۳۴ ، ومستدرك الوسائل ۵ : ۱۳۶ ، أبواب سجدتي الشكر ، باب ۵ ، ح ۱۰ .

8.الفقيه ۱: ۲۳۱، ح ۱۰۲۵، باب أحكام السهو في الصلاة. وفيه:«اليقين» بدلاً عن «الأربع».

9.رجال النجاشي : ۲۱۵ / ۵۶۰ .

10.خلاصة الأقوال : ۱۱۰ / ۳۷ .

11.رجال ابن داود : ۱۲۴ / ۹۱۳ .

12.رجال النجاشي : ۲۱۵ / ۵۶۰ .

13.هداية المحدّثين : ۲۰۷ .

14.رجال الشيخ : ۱۴۰ / ۲۶ .

صفحه از 304