رسالة في « عليّ بن السندي » - صفحه 334

[ الكلام في وثاقة السندي ]

بقي أنّه تظهر ثمرة اتّحاد السندي والسري في وثاقة السندي ؛ لتوثيق نصر بن الصباح للسري ، حيث إنّه على تقدير الاتّحاد يكون السندي مصرَّحاً بالتوثيق ؛ قضيّة التوثيق المذكور ، بخلاف الحال على تقدير التعدّد .
لكن ظهور الثمرة إنّما يتأتّى على تقدير اعتبار توثيق نصر بن الصباح ، إلاّ أنّه قال العلاّمة ـ فيماتقدّم ۱ من كلامه ـ : «ونصر بن الصباح ضعيف لا أعتبر بقوله» .
وقال في ترجمة نصر بن الصباح : «إنّه غالي المذهب ، وكان كثيرَ الرواية» . ۲
وقال النجاشي في ترجمته : «إنّه غالي المذهب ، روى عنه العيّاشي» . ۳
وذكره ابن داود في عداد المجروحين ، وقال في ترجمته : «نصر بن الصباح أبو القاسم من أهل بلخ لم كش غض ، غالٍ» . ۴
وقال الكشّي في ترجمة المفضّل بن عمر : «حدّثني أبوالقاسم نصر بن الصباح ، وكان غالياً» . ۵
لكنّه منافٍ لما نقله عنه في ترجمة عليّ بن حسكة في قوله : «قال نصر بن الصباح : عليّ بن حسكة كان اُستاد القاسم اليقطيني من الغُلاة الكبار ، ملعون» . ۶
وكذا في ترجمة العبّاس بن صدقة وشاه رئيس ، لقوله : «قال نصر بن الصباح : العبّاس بن صدقة وأبو العبّاس الطرناني وأبو عبد الرحمن الكندي ، المعروف بشاه رئيس كانوا من الغُلاة الكبار الملعونين» . ۷
وأيضاً قد نقل عنه في الترجمة السابقة على تلك الترجمة لَعْنه على جماعة من الغُلاة . ۸
بل حكى العلاّمة البهبهاني في ترجمة فارس بن حاتم : «أنّ نصر بن الصباح كتب كتاباً في الردّ على الغُلاة» . ۹
فيمكن القول بأنّ نسبة الغلوّ إليه من الكشّي والنجاشي وابن الغضائري من جهة أنّ كثيراً من القدماء ولاسيّما من القمّيّين منهم وابن الغضائري يعتقدون في الأئمّة عليهم السلام منزلةً خاصّة من الرفعة بحسب اجتهادهم ، وماكانوا يجوّزون التعدّي عنها ، بل كانوا يعدّون التعدّي عنها ارتفاعاً وغلوّاً على حسب اعتقادهم ، كما عن الصدوق وشيخه ابن الوليد من الحكم بالغلوّ فيمن أنكر سهو النبيّ صلى الله عليه و آله . ۱۰
ونسبة الغلوّ من العلاّمة ۱۱ لعلّها من جهة الاعتماد على الكشّي والنجاشي وابن الغضائري ، بل هو الظاهر ، كيف لا ! والعلاّمة كثير المتابعة للنجاشي تحصيلاً ونقلاً ، وقد اتّفقت منه اشتباهات كثيرة من باب شدّة العجلة في متابعة النجاشي .
ويظهر الحال بالرجوع إلى الرسالة المعمولة في باب النجاشي بل كثرة رواية الكشّي عنه تدلّ على حسن حاله ، بل حَكَم بعضُ الأعلام بأنّ الظاهر من كثيرٍ من الروايات المرويّة عنه في الكشّي براءته من الغلوّ ، كيف ! وقد حَكَم بعضٌ بالاعتماد على محمّد بن إسماعيل النيشابوري ؛ لاعتماد الكشّي عليه ، ۱۲ ورواية الكشّي عن نصر بن الصباح أكثر من روايته عن محمّد بن إسماعيل بكثير .

1.في ص ۲ .

2.خلاصة الأقوال : ۲۶۲ / ۲ .

3.رجال النجاشي : ۴۲۸ / ۱۱۴۹ . وفيه : «الكشّي» بدل «العيّاشي» وفي طبعة دار الأضواء ۲ : ۳۸۵ / ۱۱۵۰ ، كما في المتن .

4.رجال ابن داود : ۲۸۲ / ۵۳۲ .

5.رجال الكشّي ۲ : ۶۱۳ / ۵۸۴ .

6.رجال الكشّي۲ : ۸۰۳ ، ذيل رقم ۹۹۵ .

7.رجال الكشّي ۲ : ۸۰۶ / ۱۰۰۲ .

8.رجال الكشّي ۲ : ۸۰۶ / ۱۰۰۱ .

9.تعليقة الوحيد البهبهاني : ۲۵۷ .

10.انظر الفقيه ۱ : ۲۳۵ ، ذيل حديث ۱۰۳۱ ، باب أحكام السهو في الصلاة .

11.قوله : «ونسبة الغلوّ من العلاّمة» وإنّما لم يذكر ابن داود ؛ لأنّ قوله خالٍ من باب الرواية ، أعني الحكاية عن الكشّي وابن الغضائري ، لا من باب الدراية . وربّما جرى المولى التقي المجلسي على أنّ المحكيّات بالرموز من باب الدراية والرواية معاً . وليس بشيء ، وقد قدّر الحال في بعض الفوائد المرسومة في ذيل الرسالة المعمولة في رواية الكليني عن محمّد بن إسحاق (منه عفي عنه) .

12.منتهى المقال ۵ : ۳۶۰ .

صفحه از 342