رسالة في « محمد بن أبي عمير » - صفحه 455

[ كلام في النفس الإنسانيّة ]

وقيل : إنّ النفس على طباع الفراعنة والجبابرة من الخلق ، فيها كبر إبليس ، وحسد قابيل، وعتوّعاد، وعلوّ شدّاد، واستطالة فرعون، وبغي قارون ، وهوى بلعم، ووقاحة هامان ، وأمل النسر ، وغرور طاووس ، وشهوة الديك ، وحرص الغراب ، ودناءة الجُعَل ، وسقوط الرخمة ، وشره الكلب ، وعدوان الذئب ، وعقوق الضبّ ، وعبث القِرَد ، وحِقْد الجمل ، وفساد السوس ، ووثوب الفهد ، وصولة الأسد ، وخبث الحيّة ، ومكر الفأرة ، وغدر العقرب ، الهالك مَنْ تبعها ، والفائز مَنْ رَدَعها .
ولنعم ما ذكره أميرالمؤمنين عليه آلاف التحيّة من ربّ العالمين من أنّ :
أهل الدنيا كِلابٌ عاوِيةٌ ، وسِباعٌ ضارية ، يَهِرُّ بعضُها بعضاً ، يأكل عزيزُها ذليلَها ، ويَقْهُر كبيرُها صغيرَها ... سلكت بهم الدنيا طريقَ العَمى ، وأخذت بأبصارِهم عن منازل الهُدى ، فتاهوا في حيرَتِها ، وغَرِقوا في نعمتها ، واتّخذوها ربّاً ، ونسوا ما وراءها . ۱
وروى في الكافي ـ في باب قلّة عدد المؤمنين ـ بالإسناد عن كامل التمّار قال : سمعت أبا جعفر عليه السلاميقول : «إنّ الناس كلّهم بهائم ـ ثلاثاً ـ إلاّ قليل من المؤمنين» . ۲

1.نهج البلاغة (صبحي صالح) : ۴۰۰ ؛ الرسائل : ۳۱ .

2.الكافي ۲ : ۲۴۲ ، ح ۲ ، باب قلّة عدد المؤمنين .

صفحه از 476