رسالة في « محمد بن أبي عمير » - صفحه 470

[ الأئمّة الذين أدركهم ]

ثمّ إنّ ابن أبي عمير قد عدّه النجاشي من أصحاب الكاظم والرضا عليهماالسلام قال : لقي أبا الحسن موسى عليه السلام ، وسمع منه أحاديث ، كنّاه في بعضها فقال : «يا أبا أحمد» وروى عن الرضا عليه السلام . ۱
وعدّه الشيخ في الرجال من أصحاب الرضا عليه السلام . ۲
وقال في الفهرست : إنّه أدرك الأئمّة الثلاثة : موسى بن جعفر عليهماالسلام ولم يرو عنه ، وروى عن أبي الحسن الرضا والجواد عليهماالسلام . ۳
لكن قال السيّد الداماد : إنّ في كتب الأخبار عموماً وفي التهذيب والاستبصار خصوصاً رواياتٍ مسندةً عن ابن أبي عمير عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام ۴ انتهى .
قوله : «وروى عن أبي الحسن الرضا والجواد عليهماالسلام» مقتضاه عدم روايته عن
مولانا الصادق عليه السلام ، بل مقتضى قوله : «أدرك الأئمّة الثلاثة» عدم إدراكه له عليه السلام ، لكنّ الاستقراء في الأسانيد يقضي بروايته عنه عليه السلام ، كما يرشد إليه مارواه الكليني ـ في باب وقت صلاة الجمعة ـ عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن خالد عن القاسم بن عروة عن محمّد بن أبي عمير ، قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلامعن الصلاة يوم الجمعة ، فقال : «نزل بها جبرئيل عليه السلام ، إذا زالت الشمس فصلِّها» ۵ إلى آخر الحديث .
وكذا مارواه ـ في باب صلاة النوافل ـ عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان عن محمّد بن أبي عمير ، قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن أفضل ما جرت به السنّة [في الصلاة] ۶ فقال : «تمام الخمسين» . ۷
وكذا ما رواه ـ في أواخر كتاب [الحجّ من التهذيب] ۸ ـ عن صفوان عن حمّاد بن عثمان عن محمّد بن أبي عمير ، قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن مفرد الحجّ أيعجّل طوافه أو يؤخّره ؟ فقال : «هو واللّه سواء عجّله أو أخّره» . ۹
ولامجال لاحتمال الإرسال في الأسانيد المذكورة أو سقوط الواسطة ؛ قضيّةَ التصريح بالسؤال .
ولاينافي روايتَه عنه عليه السلام روايتُه عنه عليه السلام بواسطة أو بواسطتين ، كما في بعض الأسانيد ، كيف لا ! ونظيره غير عزيز .
وإن قلت : إنّ رواية ابن مسكان في السند الأوسط تنافي كون المرويّ عنه هو ابن أبي عمير ؛ لرواية ابن أبي عمير عن ابن مسكان في بعض الأسانيد .
قلت : لامنافاة في الباب ؛ إذ لابأس برواية أحد المتعاصرين عن الآخَر ، كيف لا ! ورواية أصحاب الإجماع بعضهم عن بعض غير عزيزة ، كما حرّرناه في محلّه .
وربّما قال المحدّث القاشاني في حاشية الوافي تعليقاً على رواية القاسم بن عروة عن محمّد بن أبي عمير : كأنّ «ابن بكير» بُدّل ب «ابن أبي عمير» . ۱۰ وإنّما هو من جهة إنكار رواية ابن أبي عمير عن الصادق عليه السلام .
لكن تكرّر صورة الرواية بل كثرتها يشهد بوقوع الرواية وصحّة العبارة .
ومع هذا ما ذكره إنّما يتمّ لو كان العبارة عن ابن أبي عمير كما في الوافي ، لكن في الكافي : عن محمّد بن أبي عمير ، ۱۱ ولامجال لما ذكره فيه .

1.رجال النجاشي : ۳۲۶ / ۸۸۷ .

2.رجال الشيخ : ۳۸۸ / ۲۶ .

3.الفهرست : ۱۴۲ / ۶۰۷ .

4.الرواشح السماويّة : ۶۳ ، الراشحة الرابعة عشر .

5.الكافي ۳ : ۴۲۰ ، ح ۴ ، باب وقت صلاة الجمعة .

6.أضفناها من المصدر .

7.الكافي ۳ : ۴۴۳ ، ح ۴ .

8.أضفناها لاستقامة العبارة .

9.تهذيب الأحكام ۵ : ۴۷۷ ، ح ۱۶۸۷ ، باب الزيادات في فقه الحجّ .

10.الوافي ۸ : ۱۱۰۷ ح ۷۸۳۲ ، باب وقت صلاة الجمعة وعصرها ، الهامش ۱ .

11.الكافي ۳ : ۴۲۰ ، ح ۴ ، باب وقت صلاة الجمعة .

صفحه از 476