رسالة في « محمّد بن الحسن » - صفحه 483

[ في أنّه محمّد بن الحسن الطائي ]

لكن نقول : إنّه قد اتّفق تقييد محمّد بن الحسن بالطائي فيما رواه في الكافي في باب أنّ الجهاد الواجب مع مَنْ يكون : محمّد بن الحسن الطائي عمّن ذكره عن عليّ بن النعمان عن سويد القلانسي عن بشير الدهّان عن أبي عبد اللّه عليه السلام . ۱ فيشكل حمل الإطلاق على الصفّار وإن يحتمل اتّحاد الطائي مع الصفّار ، حيث إنّه لم يعنون محمّد بن الحسن الطائي في الرجال .
إلاّ أن يقال : إنّه يقع التعارض بين التقييد بالصفّار والتقييد بالطائي ، ويتأتّى التساقط .
ويكفي اشتهار الصفّار في حمل الإطلاق عليه خالياً عن المعارض . مع أنّه روى في التهذيب عن الكليني عن محمّد بن يحيي عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن النعمان عن سويد القلانسي عن الدهّان عن أبي عبد اللّه عليه السلام . ۲
إلاّ أنّ الظاهر [أنّه] من باب الاشتباه ؛ لمخالفته مع السند المذكور في الكافي بوجوه .
وبعد ذلك أقول : إنّه قد تكرّر رواية الكليني عن محمّد بن الحسن عن سهل بن زياد ، ۳ وكذا تكرّر روايته عن عليّ بن محمّد ومحمّد بن أبي عبد اللّه عن سهل بن زياد . ۴
والمقصود بعليّ بن محمّد هو : علان ، وبمحمّد بن أبي عبد اللّه : محمّد بن جعفر الأسدي ، وهُما من أعداد عدّة سهل بن زياد دلالةً على كون المقصود بمحمّد بن الحسن هو الصفّار ؛ لأنّه من أعداد عدّة سهل بن زياد .
وكذا الحال في مشاركة محمّد بن الحسن مع عليّ بن محمّد ومحمّد بن أبي عبد اللّه في الرواية ؛ لكونهما من شركاء الصفّار في الرواية عن سهل بن زياد في رواية الكليني عن العدّة عن سهل بن زياد ، فالمقصود بمحمّد بن الحسن في الموارد المذكورة هو الصفّار .
ويظهر من ذلك أنّ المقصود بمحمّد بن الحسن في سائر موارد الإطلاق هو الصفّار ، بل الموارد المذكورة كثيرة ، فمورد الشكّ يُحمل على الغالب ولو كان محمّد بن الحسن في بعض الموارد هو الطائي وكان الطائي مغايراً للصفّار .

1.الكافي ۵ : ۲۳ ، ح ۳ ، وفيه : «محمّد بن الحسن الطاطري ... عن سويد القلانسي» .

2.تهذيب الأحكام ۶ : ۱۳۴ ، ح ۲۲۶ ، باب من يجب معه الجهاد .

3.منها : ما في الكافي ۳ : ۳۷ ، ح ۱۳ ، باب ما ينقض الوضوء وما لاينقضه .

4.منها : ما في الكافي ۳ : ۳۹ ، ح ۴ ، باب الرجل يطأ على العذرة أو غيرها من القذر .

صفحه از 520