رسالة في « محمّد بن الحسن » - صفحه 503

[ إشكال خروج كثير من أفراد الحسن عن الحسن ]

ثالثها : أنّه يتطرّق الإشكال بناءً على اعتبار المدح في حسن الحديث بلزوم خروج كثير من أفراد الحسن عن الحسن ؛ إذ كثير من الأُمور يوجب حسن
الحديث واعتباره ، ولا يصدق «الحسن» على الخبر بناءً على اعتبار المدح في تعريف الحسن ، مع أنّ الخبر عندهم معدود من الحسن بلاكلامٍ ، سواء كان ما يوجب الحسن والاعتبار من باب اللفظ ، نحو الترحّم والترضّي ـ ، كما في الحسين بن إدريس ؛ حيث إنّه حكى المولى النقي المجلسي : أنّ الصدوق ترحَّمَ عليه عند ذكره أزيد من ألف مرّة ، ۱ وكذا حمزة بن محمّد القزويني ؛ حيث إنّه حكى المولى المشار إليه : أنّ الصدوق ترحَّمَ عليه وترضّى له كلّما ذكره ۲ ـ أو كان من غير اللفظ ، نحو كون الراوي وكيلاً لأحدٍ من الأئمّة عليهم السلام ، أو كونه ممّن تترك رواية الثقة لروايته ، أو تُؤوَّل محتجّاً بروايته مرجّحةً على رواية الثقة ، أو يُخصّص بروايته الكتاب ، كما اتّفق كثيراً ـ نقلاً ـ أو كونه كثير الرواية ، أو رواية الثقة عنه ، أو رواية الأجلاّء عنه ، أو كونه ممّن يروي عن الثقات ، أو كونه ممّن أخذ توثيقه وعمل به ، أو اعتماد القمّيّين عليه ، أو كون رواياته كلاًّ أو جلاًّ مقبولةً .
فالأحسن جَعْل المدار في الحسن على كون بعض رجال الخبر موصوفاً بالحسن ، وبعبارة أُخرى : موصوفاً ببعض أسباب اعتبار القول ، والظنّ بالصدق .
وإن قلت : إنّ أخذ الحسن في تعريف الحسن يوجب الدور .
قلت : إنّ الحسن في جانب الحدّ هو الحسن اللغوي ، والحسن في جانب المحدود هو الحسن الاصطلاحي ، فاختلف الطرفان ، فلا يتأتّى الدور .

1.سوره نور ، آيه ۳۲ .

2.روضة المتّقين ۱۴ : ۶۶ ، وفيه : «الحسين بن أحمد بن إدريس» .

3.روضة المتّقين : ۱۴ : ۳۶۰ .

صفحه از 520