رسالة في « محمّد بن زياد » - صفحه 555

[ التنبيه ] الحادي والعشرون : [ في المقصود بالحسن في رواية ] [ الحسن عن ابن أبي عمير ]

أنّه روى في الاستبصار في باب كيفيّة قضاء صلاة النوافل والوتر عن عليّ بن مهزيار ، عن الحسن ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أُذينة ، عن زرارة ، عن الفضيل ، قال : «سمعت أبا جعفر عليه السلام» ، إلى آخره . ۱
قيل : الحسن هنا يحتمل ابنَ سعيد وابنَ فضّال والوشّاءَ على ما يستبين من الطبقات ، لكن فيما يأتي من الأخبار مقيّد بابن عليّ ، فلم يبق للأوّل مجال وانحصر في الأخيرين .
وفي التهذيب روى في هذا المقام خبراً عن عليّ بن مهزيار عن الحسن بن عليّ ، عن ابن بكير ، (عن زرارة . ۲ وعلى هذا ، فالظاهر أنّ الحسن هو ابن فضّال ؛ لأنّه كثيراً يروي عن ابن بكير) . ۳
أقول : إنّ الظاهر أنّ المقصود بالحسن في المقام هو الحسن بن محمّد بن سماعة ؛ بشهادة ما تقدّم من التقييد بابن سماعة في بعض روايات الحسن عن محمّد بن زياد المقصودِ به ابن أبي عمير كما تقدّم القول به . والظاهر أنّ المقصود بالتقييد بعليّ في بعض الأخبار هو التقييد في غير الرواية عن ابن أبي عمير والتقييد بابن سماعة في الرواية عن ابن أبي عمير مقدّم على التقييد بعليّ في الرواية عن غير [ابن ] أبي عمير .
فقد ظهر ضعف الاستناد إلى التقييد بعليّ فيما رواه في التهذيب في المقام .
لكن يمكن القول بأنّ الغالب في رواية الحسن بن سماعة عن ابن أبي عمير التعبير عن ابن أبي عمير بمحمّد بن زياد ، والمفروض هنا التعبير بابن أبي عمير ، فلا جدوى في غلبة رواية الحسن بن سماعة عن ابن أبي عمير .
لكن نقول : إنّه روى في الاستبصار في صدر الباب عن عليّ بن مهزيار ، عن الحسن ، عن النضر ، عن هشام بن سالم وفضالة ، عن أبان جميعاً ، عن سليمان بن خالد قال : «سألت أبا عبد اللّه عليه السلام» . ۴ ثمّ روى قبل الرواية المرويّة بالسند المتقدّم المبدوء بقوله : «فأمّا مارواه عليّ بن مهزيار» رواياتٍ مبدوءةً بقوله : «عنه» ثمّ روى بعد تلك الرواية بقوله : «عنه ، عن الحسن ، عن الحسين بن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام» إلى آخره ، ثمّ قال : «عنه ، عن الحسن ، عن محمّد بن زياد ، عن كردويه الهمداني ، عن أبي الحسن عليه السلام» . ۵
والظاهر رجوع الضمائر المجرورة إلى عليّ بن مهزيار ، والمقصود بالحسن في السند الأخير الراوي عن محمّد بن زياد المقصود به ابن أبي عمير إنّما هو ابن سماعة ، فبذلك يَظهر كون المقصود بالحسن في السند المبحوث عنه هو ابنَ سماعة ، بل لو لم يرجع الضمير المجرور إلى عليّ بن مهزيار في السند الأخير ، فكون المقصود بالحسن في الرواية عن ابن أبي عمير في السند الأخير هو الحسنَ بنَ سماعة يُظهر عن كون المقصود بالحسن في الرواية عن ابن أبي عمير في السند المبحوث عنه هو الحسنَ بن سماعة .
ثمّ إنّه قد يروي الحسن عن عليّ بن مهزيار خلافَ ما وقع فيما ذكر من رواية عليّ بن مهزيار عن الحسن . والظاهر أنّ المقصود بالحسن هو الحسن بن عليّ بن عبد اللّه بن المغيرة ؛ بشهادة مارواه في الاستبصار في باب كيفيّة التلفّظ بالتلبية عن سعد بن عبد اللّه ، عن الحسن بن عليّ بن عبد اللّه ، عن عليّ بن مهزيار ، عن فضالة بن أيّوب عن رفاعة بن موسى ، عن أبان بن تغلب قال : «قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام» . ۶

1.الاستبصار ۱ : ۲۹۳ ، ح ۱۰۷۷ ، باب كيفيّة قضاء صلاة النوافل والوتر .

2.تهذيب الأحكام ۲ : ۱۶۵ ، ح ۶۵۲ ، باب تفصيل ما تقدّم ذكره في الصلاة من المفروض .

3.ما بين القوسين ليس في «د» .

4.الاستبصار ۱ : ۲۹۲ ، ح ۱۰۷۲ ، باب كيفيّة قضاء صلاة النوافل والوتر .

5.الاستبصار ۱ : ۲۹۳ ، ح ۱۰۷۹ ، باب كيفيّة قضاء صلاة النوافل والوتر .

6.الاسبتصار ۲ : ۱۷۲ ، ح ۵۶۸ ، باب كيفيّة التلفّظ بالتلبية .

صفحه از 588