[ التنبيه ] الخامس والعشرون : [ في أنّ ابن أبي عمير لايروي إلاّ عن ثقة ]
أنّه صرّح الشيخ في العدّة بأنّ ابن أبي عمير لا يروي إلاّ عن ثقه . ۱
وأورد عليه بكثرة روايته عن غير الثقة .
ويرد عليه : أنّه إنّما يتمّ لو ثبت رواية ابن أبي عمير عن غير الثقة بطريق معتبر ، وإلاّ فلو روى ابن أبي عمير عن غير الثقة بطريق غير معتبر ، فلا يثبت رواية ابن أبي عمير عن غير الثقة .
[ التنبيه ] السادس والعشرون : [ في كلام النجاشي في ابن أبي عمير ]
أنّه ذكر النجاشي في ترجمة ابن أبي عمير : أنّ أُخته دفنت كتبه حالَ استتارها
وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، وقيل : بل تركتْها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت ، وحدّثت من حفظه وممّا كان سلف له في أيدي الناس ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله . ۲
قال المحقّق الشيخ محمّد :
وغير خفيّ أنّ إرادة قبول المراسيل من هذا الكلام لا وجه لها ؛ لأنّ ذهاب الكتب لا يقتضي قبول المراسيل ، بل الذي يظهر لي أنّ الغرض من السكون إلى مراسيله عدم القدح فيها بسبب عدم الضبط ؛ حيث إنّ كثرة الإرسال قد يظنّ منها ذلك . ۳
أقول : إنّ الوجه المذكور خلاف ظاهر العبارة بلا شبهة ، ويمكن أن يكون الغرض أنّ ابن أبي عمير كان لا يروي إلاّ عن ثقة ، وإرسالُه إنّما كان بواسطة هلاكة الكتب ، فلهذا سكن الأصحاب إلى مراسيله .
1.مثنوى معنوى ، دفتر اوّل، بيت ۱ ـ ۴ .
2.عدّة الاصول ۱ : ۱۵۲ .
3.رجال النجاشي : ۳۲۶ / ۸۸۷ .
4.انظر تعليقة الوحيد البهبهاني : ۲۷۵ .