رسالة في « محمّد بن زياد » - صفحه 564

[ التنبيه ] التاسع والعشرون : [ رواية ابن أبي عمير في العصمة ]

أنّه روى الصدوق في المجالس في المجلس الثاني والتسعين بالإسناد عن ابن أبي عمير ، قال :
ما سمعتُ ولا استفدتُ من هشام بن الحكم في طول صحبتي إيّاه شيئاً أحسنَ من هذا الكلام في صفة عصمة الإمام ، فإنّي سألته يوماً عن الإمام أهو معصوم ؟
قال : نعم .
قلت : فما صفة العصمة فيه ؟ وبأيّ شيء تُعرف ؟
قال : إنّ جميع الذنوب لها أربعة أوجه لا خامس لها : الحرص ، والحسد ، والغضب ، والشهوة ، فهذه منتفية عنه لا يجوز أن يكون حريصاً على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه ؛ لأنّه خازن المسلمين ، فعلى ماذا يحرص ؟
ولا يجوز أن يكون حسوداً ؛ لأنّ الإنسان إنّما يحسد مَن هو فوقه ، وليس فوقه أحد ، فكيف يحسد مَن هو دونه ؟ !
ولا يجوز أن يغضب لشيء من أُمور الدنيا إلاّ أن يكون غضبه للّه عزّوجلّ ، فإنّ اللّه عزّوجلّ قد فرض عليه إقامة الحدود وأن لا تأخذه في
اللّه لومةُ لائم ولا رأفة في دينه حتّى يقيم حدود اللّه عزّوجلّ .
ولا يجوز أن يتّبع الشهوات ويُؤْثِرَ الدنيا على الآخرة ؛ لأنّ اللّه عزّوجلّ حبّب إليه الآخرة كما حبّب إلينا الدنيا ، فهل رأيت أحداً ترك وجهاً حسناً لوجه قبيح ، وطعاماً طيّباً لطعام مُرّ ، وثوباً ليّناً لثوب خشن ، ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلةٍ فانيةٍ . ۱

1.الامالى للصدوق : ۶۳۲ ، ح ۵ ، المجلس الثاني والتعسون .

صفحه از 588