رسالة في « محمّد بن زياد » - صفحه 567

[فوائد]

فائدة[ 1 ] : [ في «صاحب القرآن» ]

قد ذكر العلاّمة في الخلاصة وابن داود في ترجمة سليمان بن داود أنّه كان صاحبَ القرآن . ۱
والظاهر أنّ الغرض كونه قارئاً للقرآن ، كما يرشد إليه ما ذكره النجاشي من كونه قارئاً ، ۲ وإن أمكن أن يكون المقصود به قراءةَ الحديث ، كما يرشد إليه ما ذكر في ترجمة بعض الرواة من كونه قارئاً للحديث .
والمقصود بالقرآن على ذلك إنّما هو كتاب اللّه سبحانه المعروفُ ، فالأمر من باب الإخبار ، والمعنى صاحب قراءة القرآن .
ويمكن أن يكون القرآن مصدراً ، والمعنى : صاحب القراءة ، أي قراءة القرآن بارتكاب الإضمار ، أو كون الأمر من باب إطلاق الكلّي على الفرد .
لكنّ ذلك بعيد .
ويمكن أن يكون الغرض كونه قارئاً للحديث ، فالقرآن من باب المصدر ،
والأمر من باب الإضمار أو إطلاق الكلّي على الفرد ، كما سمعت على تقدير كون الغرض قراءةَ القرآن بناءً على كون القرآن من باب المصدر .
لكن ذلك بعيد في بعيد ؛ لبُعد كون الغرض قراءةَ الحديث وبُعْدِ كون القرآن من باب المصدر .
وربّما قيل : أي صاحب دولة ومرتبة . وهو مبنيّ على كون المقصود بالقِران بعضَ النقود وهو معروف ، فالقران على وزن الكتاب .
لكن ذلك بعيد .
وبما سمعت يظهر الحال فيما في ترجمة محمّد بن عليّ بن جاك ـ بالجيم والكاف ـ من أنّه من أهل القرآن ، كما في كلام النجاشي ۳ والعلاّمة في الخلاصة ؛ ۴ هذا . و «الصاحب» بالكسر من الصحبة ، وهو يطلق على المعاشر قليلاً ـ كما يقال : «من كان صاحبَك في الضيافة» ـ أو كثيراً أو في الأكثر ـ كما يقال : «فلان صاحب فلان» ـ أو دائماً ، ومنه : «اللهمّ أنت الصاحب في السفر» ۵ إلاّ أنّه من باب المجاز .
ويطلق أيضاً شائعاً على المالك ، وكذا على المحيط بالشيء ، ومنه ما يقال : «فلان صاحب علوم غريبة» .
ومن الإطلاق على المعاشر ما حرّرتُ في حقّ عليّ [بن محمّد] بن قتيبة فيما كتبت شرحاً لشطر من وضوء الكفاية من أنّه مذكور بكونه صاحبَ الفضل . وصاحب الفضل باعتبار ما ذكره الشيخ في الرجال من كونه فاضلاً ، ۶ والنجاشي من كونه صاحب الفضل بن شاذان ، ۷ إلاّ أنّه مبنيّ على كون كلّ من الصاحبين اسماً ، وأمّا لو كان أحدهما فعلاً من باب المفاعلة ، فيخرج الأمر عن الدخول في
الإطلاق على المعاشر .
والظاهر أنّ من ذلك ما يقال : «صاحب العزاء» بل منه «صاحب الزمان» إذ الغرض مرجع الزمان برجوع الأُمور المتطرّقة فيه إليه وكونه منشأَ الآثار فيه . ويطلق أيضاً على من يذهب بمذهب شخص كما يقال : «أصحاب أبي حنيفة» . والظاهر أنّ هذا الإطلاق في الجمع ، لا المفرد .

1.خلاصة الأقوال : ۷۷ / ۲ ؛ رجال ابن داود : ۲۴۸ / ۲۲۱ في ترجمة سليمان بن خالد .

2.انظر رجال النجاشي : ۱۸۴ / ۴۸۸ .

3.رجال النجاشي : ۳۴۲ / ۹۱۹ .

4.خلاصة الأقوال : ۱۵۵ / ۹۳ .

5.الصحيفة العلوية الجامعة : ۵۱۹ / ۳۶۰ دعاؤه عليه السلام عند البروز للسفر .

6.رجال الشيخ : ۴۷۸ / ۲ .

7.رجال النجاشي : ۲۵۹ / ۶۷۸ .

صفحه از 588