رسالة في « محمّد بن زياد » - صفحه 571

فائدة [ 3 ] : [ في «كان قاريا يقري في مسجد الكوفة» ]

ذكر النجاشي في ترجمة عبد اللّه بن أبي يعفور أنّه كان قارئاً يقرى? في مسجد الكوفة . ۱ وربّما قيل : أي يضيف .
أقول : إنّ القرى ـ بالكسر والقصر ، والفتح والمدّ كما في القاموس والمصباح ـ بمعنى الضيافة ، ۲ ومنه ما في مناجاة الراجين من المناجاة الخمسة عشر : «إلهى مَنِ الذي نَزَلَ بك مُلتمساً قِراك فما قريته» . ۳ لكن قال الشاعر :
نزلتم منزل الأضياف منّافعجلنا القرى أن تشتمونا۴
والمقصود بالقرى فيه مائدة الضيافة .
والظاهر أنّ المدار في التفسير بالضيافة على كون اسم الفاعل وفعل المضارع بمعنى الضيافة .
ويمكن أن يكون الأوّل بمعنى قراءة القرآن ۵ والثاني من باب الإفعال من
القراءة ، أي يصلح القراءة ، كما يرشد إليه ما نقله الكشّي في ترجمة الحسن بن عليّ بن فضّال عن الفضل بن شاذان من قوله : «كنت في قطيعة الربيع في مسجد الربيع أقرأ على مقرى?» . ۶
وأمّا كون الأوّل بمعنى قراءة الحديث والثاني بمعنى إصلاح قراءة القرآن فهو مقطوع العدم .
وعن بعض النسخ «يقرأ» وهو الأظهر ، فكلّ من الاسم والفعل من القراءة ، كيف ويبعد أن يكون الضيافة في المسجد ، فيبعد أن يكون يقري بالياء .
والظاهر أنّ الغرض قراءة القرآن لا قراءة الحديث .
ثمّ إنّه قد ذكر النجاشي في ترجمة إبراهيم بن عبد اللّه أنّه القاري ، من القارة . ۷ وقال ابن داود : منسوب إلى قارة . وقيل : القارة قرية بالأحساء . ۸

1.رجال النجاشي : ۲۱۳ / ۵۵۶ .

2.القاموس ۴ : ۳۷۹ ؛ المصباح المنير ۱ : ۵۰۱ (قرى) .

3.الصحيفة السجّادية الجامعة : ۴۰۶ / ۱۸۵ مناجاة الراجين .

4.البيت من معلّقة عمرو بن كلثوم . انظر شرح الزوزني ۲۴۵ ، ومغنى اللبيب۱ : ۵۵ ، البيت : ۴۷ .

5.في «د» زيادة : «أو قراءة الحديث ، والثاني بمعنى الضيافة ويمكن أن يكون الأوّل بمعنى قراءة القرآن» .

6.رجال الكشّي ۲ : ۸۰۱ / ۹۹۳ .

7.وجدناه في رجال الشيخ ۳۵ / ۳، والخلاصة: ۱۹۲.

8.رجال ابن داود : ۳۲ / ۲۵ .

صفحه از 588