فائدة [ 4 ] : [ في علّة تسمية من لايحضره الفقيه ]
قد ذكر الصدوق في فاتحة كتاب من لا يحضره الفقيه أنّه ذاكره بعض في بعض أسفاره بكتاب صنّفه محمّد بن زكريّا المتطبّب الرازي وترجمة ب «كتاب مَن لا يحضره الطبيب» وسأله أن يصنّف له كتاباً في الفقه ويترجمه ب «كتاب من لا يحضره الفقيه» . ۱
قال المولى التقي المجلسي :
بمعنى أنّ كلّ من لم يحضره عنده فقيه يجوز له العمل به ، وإن كان الظاهر أنّ من كان عنده فقيه أيضاً يجوز له العمل به في عرف المحدّثين ؛ لأنّه خبر وليس بفتوى حتّى يموت بموت قائله ، لكنّ المعروف عندهم عدم جواز العمل بالوجادة إذا أمكنهم النقل عن المحدّثين . ۲
أقول : إنّ مقتضى ما سمعت أن اسم ما صنّفه محمّد بن زكريا هو كتاب من لا يحضره الطبيب ، واسم ما صنَّفه الصدوق كتاب من لا يحضره الفقيه ، فلفظ «الكتاب» داخل في كلّ من اسمي الكتابين وعلى هذا لاحزازة في اسمي الكتابين . ولا محيص عن الحزازة على تقدير كون الاسم مَن لا يحضره الطبيب ومَن لا يحضره الفقيه ، إلاّ أنّ إدخال لفظ «الكتاب» في اسم الكتاب غير متعارف ، كما أنّ التسمية ب «كتاب من لا يحضره الفقيه» منوطة بجواز العمل بالوجادة مع التمكّن من النقل بالتحديث بعد جواز العمل بالخبر لغير المجتهد .
1.الفقيه ۱ : ۳ مقدمة الكتاب .
2.روضة المتّقين ۱ : ۱۴ .