فضل بن شاذان قال في بعض كتبه : «إنّ من الكذّابين المشهورين ابنَ سنان ، وليس بعبداللّه » ودفع أيّوب بن نوح إلى حمدويه دفتراً فيه أحاديثُ محمّد بن سنان فقال : «إن شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا ، فإنّي كتبت عن محمّد بن سنان ولكن لاأروي لكم عنه شيئاً ، فإنّه قال قبل موته : كلّ ماحدّثتكم به لم يكن لي سماعاً ولارواية ، وإنّما وجدته» ونقَل عنه أشياءَ أُخَرَ رديّة . ۱
وأنت خبير بأنّ ما علّل به يقتضي القول بضعفه ، لاالتوقّفَ في أمره .
وعلى أيّ حال فما ذَكَرَه في رضاع المختلف ۲ كما مرّ ـ من أنّه جرى على رجحان العمل برواية محمّد بن سنان في كتاب الرجال ـ من باب الاشتباه أو الغرض من كتاب الرجال غير الخلاصة أعني رجاله الكبير أو غيرَه ، بل لابدّ من أن يكون الأمر على هذا المنوال ؛ لتأخّر الخلاصة عن المختلف ؛ حيث إنّ العلاّمة في الخلاصة قد عدّ المختلف في ترجمة نفسه من مصنّفاته . ۳
اللهمّ إلاّ أن يكون مااشتمل على ترجمة محمّد بن سنان مقدّماً على مااشتمل من المختلف على كلامه المشار إليه كما يتّفق من بعضٍ في كلّ من كتابين حوالةُ الحال إلى آخَرَ ، والمرجع إلى تقدّم القطعة المحالِ عليها من الكلام على القطعة المشتملة على الحوالة .
لكنّه مدفوع بأنّ ترجمة نفسه في أوائل الكتاب ، ۴ وترجمة محمّد بن سنان في أواخر الكتاب ، ۵ فلا مجال لكون ترجمة محمّد بن سنان مقدّمة على المختلف ، اللهمّ إلاّ أن يكون بيان حال الضعف ، ـ أعني أواخر الكتاب ـ مقدّماً في
1.خلاصة الأقوال : ۲۵۱ / ۱۷ .
2.مختلف الشيعة ۷ : ۳۱ ، باب الرضاع .
3.خلاصة الأقوال : ۴۵ / ۵۲ .