رسالة في « محمّد بن سنان » - صفحه 612

مخالفة الإجماع لاتوجب الكفر ، مع أنّ نسبة الغلوّ غالباً ليست بواسطة الاعتقاد بماوقع الإجماع على فساده ، بل إنّما هو بواسطة الاعتقاد بمازَعَم الرامي بالغلوّ فَسادَه .
لكن فسرَ الغُلاة في الذخيرة بالذين اعتقدوا في واحد من الأئمة عليهم السلامأنّه لا إله إلاّ هو ، ۱ ولو كان الأمر على هذا ، لكان الغالي كافرا مطلقاً . قال : «وقد يطلق الغالي على من قال بإلهيّة أحدٍ من الناس ، لكن اختصاص الغلوّ بنسبة الربوبيّة إلى واحد من الا?ئمّة محلّ الكلام» . ۲
ثمّ إنّه روى في الفقيه مرسلاً عن الصادق عليه السلام أنّه قال : «ثلاثة لايصلَّى خلفهم : المجهولُ ، والغالي ـ وإن كان يقول بقولك ـ والمُجاهرُ بالفسق وإن كان مقتصداً . ۳ وروى في التهذيب بالإسناد عن رجلٍ عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : «لايصلّى خلف الغالي ـ وإن كان يقول بقولك ـ والمجهولِ ، والمجاهرِ بالفسق وإن كان مقتصداً» . ۴
أقول : إنّ الغلوّ لغةً ـ هو التجاوز عن الحدّ ، كما هو مقتضى كلام صاحب الصحاح ۵ والمصباح ، ۶ كما عن الطبرسى¨ . ۷
وعن الكشّاف ۸ والبيضاوي في تفسير قوله سبحانه : « يَـأَهْلَ الْكِتَـبِ لاَ تَغْلُواْ فِى دِينِكُمْ »۹ أنّ الخطاب لليهود والنصارى ، غَلتِ اليهود في حطّ عيسى حتّى رَمَوْه

1.الذخيرة : ۱۵۰ .

2.الفقيه ۱ : ۲۴۸ ، ح ۱۱۱۱ ، باب صلاة الجماعة وأحكامها وآدابها .

3.تهذيب الأحكام ۳ : ۳۱ ، ح ۱۰۹ ، باب أحكام الجماعة وأقلّ الجماعة وصفة الإمام ومن يقتدي به .

4.الصحاح ۶ : ۲۴۴۸ (غلو) .

5.المصباح المنير ۲ : ۴۵۲ (غلو) .

6.مجمع البيان ۲ : ۱۴۴ .

7.الكشّاف ۱ : ۵۹۳ .

8.النساء (۴) : ۱۷۱ .

صفحه از 692