رسالة في « محمّد بن سنان » - صفحه 613

بأنّه ولدٌ لِغير رَشْدَةٍ ، والنصارى في رفعه حتّى اتّخذوه إلهاً . ۱
وفي المجمع : أنّ الغالي من يقول في أهل البيت عليهم السلام مالايقولون في أنفسهم كمن يدّعي فيهم النبوّةَ أو الأُلُوهيّة . ۲
ومقتضاه عدم اختصاص الغلوّ بنسبة الربوبيّة أو النبوّة إلى أحدٍ من الأئمّة عليهم السلام؛ إذ مقتضاه أنّ المدار في الغلوّ على النسبة إلى الأئمّة عليهم السلاممالايدّعونه وإن كان خارجاً عن الربوبيّة والنبوّة .
وكيف كان فحمل الغلوّ في الحديث على المعنى الأخير غيرُ مناسبِ ؛ لعدم مناسبته مع قوله عليه السلام : «وإن كان يقول بقولك» ؛ لأنّ القول بالأُلوهيّة أوالنبوّة غيرالقول بالإمامة .
إلاّ أن يكون الأمر من باب المسامحة بكون الغرض الإذعانَ بالأئمّة في الجملة قبالَ إنكارهم بالكلّيّة ، مع أنّ نسبة النبوّة إلى الأئمّة غيرمعروفة ، وإنّما المعروف نسبة الأُلوهيّة إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ؛ بل لم تقع هذه النسبةُ إلى غيره عليه السلامكما مرّ ؛ بل روي ـ نقلاً ـ أنّ الغُلاة شرّ خلق اللّه يصغّرون عظمة اللّه ويدّعون الربوبيّة لعباد اللّه [و] أنّ الغلاة شرٌّ من اليهود والنصارى والمجوسي . ۳
ويمكن الحمل على المعنى الأوّل لكي يكون الغرض حطَّ الأئمّة عليهم السلام عن مرتبتهم بإنكار كمالاتهم العالية .
لكنّ الظاهر من الغلوّ درجة الإفراط ، بل المجاوزة عن الحدّ بعد الوصول إلى الحدّ ، فينحصر الغلوّ في الإفراط ، ولامجال له في التفريط .
وإن قلت : إنّ المقصود بالتجاوز عن الحدّ هو الوقوع في أحد طرفي الحدّ ،

1.أنوار التنزيل للبيضاوي ۱ : ۴۰۳ .

2.مجمع البحرين ۲ : ۳۲۷ (غلو) .

3.رجال الكشّي ۲ : ۵۸۷ / ۵۲۸ . وقد سرد كثير من الروايات في المقباس ۲ : ۴۰۴ فلاحظ . في «د» : «المجوس» .

صفحه از 692