رسالة في « محمّد بن سنان » - صفحه 628

قعد : نفذ من الجانب الآخر . ومنه مرق مَن الدين مروقاً : إذا خرج» . ۱
فالغرض أنّ مَن تقدّمها فقد تجاوز عن الحدّ وأفرط ، ومنه تسمية الخوارج بالمارقين ؛ لتجاوزهم عن الحدّ ؛ حيث إنّهم كانوا في سلك الحقّ وبالغوا في طلب الحقّ حتّى تجاوزوا عن الحدّ وتأدّى أمرهم إلى الضلال ، وقد حرّرنا الحال في شرح الخطبة الشِقْشِقيّة .
قوله عليه السلام : «محق» قال في المصباح : «محقه مَحْقاً من باب نفع : نقصه و أذهب منه البركة ، وقيل : هو ذَهاب الشيء كلِّه حتّى لايُرى له أثر ، ومنه « يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَواْ»۲ وانمحق الهلال لثلاث ليال في آخر الشهر لايَكاد يُرى لخَفائه ، والاسم المُحاق» . ۳ فالغرض أنّ من تخلّف عنها نَقَص في دينه وبطل دينُه ، فالأمر في هذه الصورة من باب التفريط قبالَ الإفراط في الصورة السابقة .
قوله عليه السلام : «لحق» قال في المصباح : «لَحِقتُه ولحقت به ألحَق من باب تعب لَحاقاً ـ بالفتح ـ : أدركته» . ۴
فالغرض أنّ من لزم الديانة أدرك السعادة الدائمة .
قوله عليه السلام «خذها إليك» الجارّ والمجرور متعلِّق بفعلٍ محذوف ، أي ألقيتُ إليك .
وبالجملة ، لادلالة في الرواية المذكورة على الغلوّ بوجه .
وقد يُتوّهم الدلالة على الغلوّ من الرواية الخامسة والسادسة من الروايات المتقدّمة بالدلالة على المدح . وليس بشيء .

1.الكافي ۱ : ۴۴۱ ، ح ۵ ، باب مولد النبي ووفاته .

2.المصباح المنير ۲ : ۵۶۹ (مرق) . وفيه « ... من باب قعد : خرج منه من غير مدخله ومنه قيل : مرق من الدين مروقا أيضا إذا خرج منه» .

3.البقرة(۲) : ۲۷۶ .

4.المصباح المنير ۲ : ۵۶۵ (محق) .

صفحه از 692