رسالة في « محمّد بن سنان » - صفحه 631

ويمكن أن يكون قوله المشار إليه في ذلك من باب التجوّز .
وتقريب دلالته على المدح أنّه يستفاد منه كمال إنصافه واحتياطه في الدين ؛ حيث إنّه ـ مع كونه مدّعياً للقابلية للرجوع إليه في المشكلات ـ أنكر الرجوع إليه في المسائل الشرعيّة ، وهذا أمرٌ نادر الوقوع في أفراد الإنسان ؛ حيث إنّ الغالب فيهم بأصنافهم ادّعاءُ الدرجات العالية من الكمال المناسب لحالهم ، كيف وقد شاع وذاع في عموم الأعصار التصرّفُ في الأُمور الشرعيّة من المرافعات وغيرها من أرباب صورة العلم مع عدم القابليّة .
ثانيها : مارواه الكشّي أيضاً في ترجمة محمّد بن سنان عن حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، قال :
حدّثني محمّد بن سنان ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلامقبل أن يُحمل إلى العراق بسنة وعليّ ابنه بين يديه ، فقال لي : «يا محمّد !» قلت : لبيّك ، قال : «إنّه سيكون في هذه السنة حركة ولاتجزع ۱ منها» ثمّ أطرق ونكت الأرض بيده ، ثمّ رفع رأسه إليّ وهو يقول : « وَ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّــلِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَآءُ »۲ قال ، قلت : وماذلك جعلت فداك ؟ قال : «من ظلم ابني هذا حقَّه ، وجحد إمامته من بعدي ، كان كمن ظلم عليّ بن أبي طالب عليه السلام حقَّه وإمامتَه من بعد محمّد صلى الله عليه و آله» فعلمتُ : أنّه قد نَعَى إليَّ نفْسَه ، ودلّ على ابنه ، فقلت : واللّه لئن مدَّاللّه في عمري ، لأُسلّمنّ إليه حقَّه ولأُقرّنّ به الإمامةَ ، أشهد أنّه من بعدك حجّة اللّه على خلقه والداعي إلى دينه ، فقال لي : «يا محمّد ! يمدّاللّه في عمرك ، وتدعو إلى إمامته وإمامة مَن يقوم مقامه من بعده» فقلت : ومَن ذلك جعلت فداك ؟ قال : «محمّدٌ ابنه» قلت : الرضا والتسليم ، فقال : «كذلك قد

1.في المصدر : «تخرج» .

2.إبراهيم (۱۴) : ۲۷ .

صفحه از 692