رسالة في « محمّد بن سنان » - صفحه 635

وقد تكرّر في الكتاب ذكر الغلام ، والمقصود به الابن [نحو] غلاماً زكيّاً ، وكذا في الأخبار ؛ بل قد وقع في عنوان طائفة من أبواب كتب الأخبار كباب طلاق الغلام ، ۱ وبابِ «الرجلُ يفسق بالغلام فيتزوّج ابنته أو أُخته ۲ أو غيرهما» وعلى هذا المنوال الحالُ في قوله : «لم تلبث أن ولدت غلاماً ميّتاً» .
لكنّ الغلام في قوله : «فأتى غلام في المسجد» يمكن أن يكون المقصود به العبدَ ؛ حيث إنّه يستعمل الغلام في العبد في الأخبار كثيراً ، كما روي عن سيّد الشهداء ـ روحي وروح العالمين له الفداء ـ من أنّه دخل المستراح فوجد لقمة مُلقاةً ، فدفعها إلى غلام له ، فقال : «يا غلام ، اذكرني بهذه اللقمة إذ خرجت» فأكلها الغلام . فلمّا خرج الحسين بن عليّ عليه السلام قال : «يا غلام أين اللقمة ؟» قال : أكلتها يامولاي ، قال : «أنت حرّ لوجه اللّه » . ۳
وكذا ماروي عن سيّد الشهداء ـ روحي وروح العالمين له الفداء ـ من أنّه جنى غلام له جناية توجب العقاب عليها ، فأمر أن يُضرب ، فقال : يا مولاي « الْكَـظِمِينَ الْغَيْظَ » قال : «خلّوا عنه» . فقال : يا مولاي « وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ » قال : «قد عفوت عنك» قال : يا مولاي « وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ »۴ قال : «أنت حرّ لوجه اللّه ، ولك ضِعْف ماكنتُ أُعطيك» . ۵
وكذا مارواه منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، عن رجل ، قال : إن حدث بي حدث في مرضي هذا ، فغلامي فلان حرّ ، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : «يردّ من وصيّته مايشاء» ۶ إلى غيرذلك .

1.انظر الوسائل ۱۵ : ۳۲۴ ، أبواب مقدّمات الطلاق ، باب ۳۲ .

2.انظر الوسائل ۱۴ : ۳۳۹ ، أبواب ما يحرم بالمصاهرة ونحوها ، باب ۱۵ .

3.عيون أخبار الرضا ۲ : ۴۳ ، ح ۱۵۴ ؛ الوسائل ۱ : ۲۵۴ ، أبواب أحكام الخلوة ، باب ۳۹ ، ح ۲ .

4.آل عمران (۳) : ۱۳۴ .

5.كشف الغمة ۲ : ۲۰۷ ؛ ونقله عنه في البحار ۴۴ : ۱۹۵ ، ح ۹ ، باب مكارم أخلاقه وجمل أحواله .

6.تهذيب الأحكام ۹ : ۱۹۱ ، ح ۷۶۶ ، باب الرجوع في الوصية .

صفحه از 692