رسالة في « محمّد بن سنان » - صفحه 636

فظهر فساد مايقتضيه بعض الكلمات من أنّ استعمال الغلام في العبد من اللغة العجميّة .
لكن يمكن أن يقال : إنّ الغلام في أمثال ما ذكر بمعنى الرجل مجازا ، فقد مرّ ذكر استعماله فيه من المصباح ، ۱ والرِّقِّية تستفاد من إضافة العتق إليه مثلاً .
ويستعمل الغلام في كلمات أهل الرجال بمعنى التلميذ خلافاً لجماعة حيث أنكروه . وقد حرّرنا الحال في بعض الفوائد المرسومة في ذيل الرسالة المعمولة في رواية الكليني عن عليّ بن محمّد .
وربّما وجّه بعض الأعلام استفادةَ الموت بعد التولّد ، أو التولُّدَ ميّتاً بأنّ الغلام لايكون إلاّ ذكراً والولد أعمُّ من الذكور والإناث ، ولمّا كان المذكور في السؤال الولدَ وكان مطلوب السائل الذكوريةَ قَيَّدَه بالذَكَر فقال : «ادع اللّه أن يرزقني ولداً ذكراً» ولمّا أتى عليه السلامفي مقام الجواب بالغلام ، تبيّن منه أنّ المولود لايكون إلاّ ذكراً ؛ فلاحاجة إلى التقييد بالذَكَر ، فمنه يظهر أنّ مراده عليه السلا ۲ يتولّد ميّتاً ، ويكون استفادة الذكورية من لفظ الغلام ، واستفادةُ الموت في الحال أو التولُّدِ ذكيّاً من الذكيّ . ۳
ويظهر التوجيه المذكور ممّا ذكره العلاّمة المجلسي في البحار في قوله : «بيانٌ : قولُه : «ذكراً أو ذكياً» لعلّ المعنى أنّه عليه السلام لمّا قال : غلاماً لم يحتج إلى الوصف

1.المصباح المنير ۲ : ۴۵۲ (غلم) .

2.ا قيّد به الغلامَ ليس الذَكَرَ ، لكنّ السائل لمّا لم يتنبّه لذلك تَوَهَّمَ أنّ مراده عليه السلاممااعتقده السائل ، فقالوا للسائل : «فهمت من كلامه ذكراً أو ذكيّاً» ولمّا أخبر السائل أنّه فهم من كلامه عليه السلام ذكراً ، علموا أنّه ليس مراده التزكيةَ عن الرذائل ، فيكون المراد منه المماةَ للمشابهة الظاهرة ، فلذا قال محمّد بن سنان للسائل : «أنت سترزق ولداً ذكراً يموت على المكان أو يكون ميّتاً» أي في «د» : «أو» .

3.الرسائل الرجالية لحجّة الإسلام الشفتي : ۶۲۳ .

صفحه از 692