رسالة في « محمّد بن سنان » - صفحه 637

بالذكورة ، فقالوا : لعلّه كان ذكيّاً من التذكية بمعنى الذبح كناية عن الميّت» . ۱
قوله : «ولمّا أخبر السائل» غرضه دفع احتمال أن يكون زكيّاً بالزاي بمعنى المزكَّى عن الرذائل بأنّ مقتضى إخبار محمّد بن سنان أنّ المتلفَّظَ به هو الذال فلامجال لاحتمال الزاي وكونِ المقصود كونَه مزكّى عن الرذائل .
وهو مردود بأنّه على تقدير كون التلفّظ بالذال يمكن أن يكون ذكيّاً بمعنى حديد الإدراك ، قال في المصباح : «الذَكاء بالمدّ حدّة القلب» ۲ فلا يتّجه البناء على كون الغرض المماةَ ، ومن ذلك مافي بعض الأخبار الواردة فيما يستحبّ أن تُطعَم الحُبلى والنفساءُ من قوله عليه السلام : «فإن يكن في بطنها غلام خرج ذكيَّ القلب» . ۳
وإن قلت : إنّ إطلاق الذكيّ على الطفل الرضيع ولاسيّما زمانَ تولّده غيرصحيح ؛ إذ لامجال لبروز الذَكاء منه .
قلت : إنّ امتناع البروز لايوجب عدم صحّة الإطلاق ، مع أنّه كثيراً مّايظهر الذَكاء من الطفل الرضيع .
لكن يمكن أن يقال : إنّ إطلاق الذكيّ بمعنى الفَطِن على الطفل الرضيع بعيد وإن صحّ الإطلاق ، ومع ذلك من اشتبه عليه الأمر ولم يدرك ذكيّاً ، فلا اعتبار بإدراكه في كون المتلفَّظ به هو الذالَ لاالزايَ .
إلاّ أن يقال : إنّ ثبوت الاشتباه بين الياء والراء في آخر الكلمة لايفضي ۴ بالاشتباه في أوّل الكلمة بين الذال والزاي ، فغاية الأمر ثبوت الاشتباه بين الياء والراء ، لكن لابدّ من الاقتصار عليه ؛ إذ الاشتباه خلاف الظاهر ، على أنّ من البعيد

1.البحار ۵۰ : ۶۶ ، ذيل ح ۴۲ ، باب معجزات الامام الجواد ، وفيه : «ذكرا وذكى» بدلاً عن «ذكرا أو زكيا» و «الموت» بدلاً عن «الميت» .

2.المصباح المنير ۱ : ۲۰۹ (ذكى) .

3.الكافي ۶ : ۲۳ ، ح ۷ ، باب ما يستحبّ أن تطعم الحبلى والنفساء ؛ تهذيب الأحكام ۷ : ۴۴۰ ، ح ۱۷۵۸ ، باب الأولاد والنفاس والعقيقة ؛ الوسائل ۱۵ : ۱۳۶ ، أبواب أحكام الأولاد ، باب ۳۴ ، ح ۲ .

4.في «د»: «لايقتضي» وخ «ح»: «لايفضي» والصحيح ما أثبتناه.

صفحه از 692