رسالة في « محمّد بن سنان » - صفحه 655

وأثقله غرما حتّى كان القميص بين جماعة من العَلَويّات كانت تصلّي فيه واحدة بعد واحدة ، ثمّ ترفضه وتجلس عواريَ حواسرَ إلى أن قُتِلَ المتوكّل ، فعطف المستنصر عليهم وأحسن إليهم ووجّه بمالٍ فرّقه بينهم ، وكان يخالف أباه في جميع الأحوال . ۱
قوله عليه السلام : «طعم الحرب» قال في الصحاح : «حربه يحربه حَرَباً مثل طلبه يطلبه طلباً : إذا أخذ مالَه وتركه بلاشيء ، وقد حُرِبَ مالَه ، أي سُلِبَه» . ۲
قوله عليه السلام : «ومازال يديل أولياءه من أعدائه» من الدولة ـ والاءدالةُ : الغَلَبَة ، يقال : اللهمّ أدِلني على فلان وانصرني عليه ـ أي ينصر أولياءه على أعدائه ، ف «من» بمعنى «على» نحو : « وَ نَصَرْنَـهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـ?ايَـتِنَآ »۳ بناءً على مجيء «من» بمعنى الاستعلاء ، كما عن الأخفش والكوفيين .
ويمكن أن يكون الأمر على التضمين ـ كما عن المانعين عن مجيء «من» للاستعلاء ـ في المثال ۴
المذكور من كون المعنى منعناه بالنصر عن القوم ، ۵ فالمعنى : ۶ يمنع أولياءه بالنصر عن أعدائهم ، والغرض دفع إيذاء الأعداء عن الأولياء بنصر الأولياء ؛ نظير مايقال : مَنَعَ الطبيب الأكلَ عن زيدٍ لاما يقال : مَنَعَ الطبيب زيداً عن الأكل .
ثانيهما : مارواه في الكافي في الباب المشار إليه عن سعد بن عبد اللّه الحِمْيَري جميعاً ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ ، عن الحسين بن سعيد ،

1.نقله الشفتي في الرسائل الرجالية : ۶۲۶ .

2.الصحاح ۱ : ۱۰۸ (حرب) .

3.الأنبياء (۲۱) : ۷۷ .

4.أي الآية .

5.انظر مغني اللبيب ۱ : ۴۲۵ .

6.أي معنى الرواية ، فلابدّ من تبديل «بالنصر» ب «بالغلبة» لأنّ المضمَّن فيما نحن فيه «يديل» لا «نصرنا» .

صفحه از 692