رسالة في « محمّد بن سنان » - صفحه 691

وَ الْيَتَـمَى وَالْمَسَـكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَىْ لاَ يَكُونَ دُولَةَم بَيْنَ الْأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ » 1 فمنعتني من حقّي ، وأنا ابن السبيل ، منقطع بي ، ومسكين لاأرجع إلى شيء ، ومِن حَمَلَة القرآن ، فقال له المأمون : أُعطِّل حدّاً من حدود اللّه وحكماً من أحكامه في السارق من أجل أساطيرك هذه ؟ ! فقال الصوفي : ابدأ بنفسك وطهّرها ، ثمّ طهّر غيرك ، وأقم حدّاللّه عليها ، ثمّ على غيرك ، فالتفت المأمون إلى أبي الحسن عليه السلام فقال : ماتقول ؟ فقال : «إنّه يقول : سُرِق فسَرَق» فغضب المأمون غضباً شديداً ، ثمّ قال للصوفي : واللّه لأقطعنّك ، فقال الصوفي : أتقطعني وأنت عبدٌ لي ، فقال المأمون : ويلك من أين صرتُ عبداً لك ؟ قال : لأنّ أُمّك اشتُريتْ من مال المسلمين ، فأنت عبدٌ لمن في المشرق والمغرب حتّى يُعتقوك ، وأنا لم أُعتقك ؛ ثمّ بلغك الخمس وبعد ذلك فلا أعطيتَ آل الرسول سلام اللّه عليهم ولاأعطيتني ونُظَرائي وحقَّنا .
والأُخرى أنّ الخبيث لايطهّر خبيثاً مثلَه إنّما يطهّره طاهر ، ومَن في جنبه الحدُّ لايقيم الحدود على غيره حتّى يبدأ بنفسه ، أ ما سمعت قول اللّه عزّوجلّ «أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَ أَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَـبَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ » 2 فالتفت المأمون إلى الرضا عليه السلامفقال : ماترى في أمره ؟ فقال : «إنّ اللّه ـ جلّ جلاله ـ قال لمحمّد صلى الله عليه و آله وسلم « قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَــلِغَةُ » 3 وهي التي لم تبلغ الجاهلَ فيعلمَها على جهله كما يعلمها العالم بعلمه ، والدنيا والآخرة قائمتان بالحجّة وقد احتجّ الرجل» . فأمر المأمون عند ذلك بإطلاق الصوفي ، واحتجب عن الناس واشتغل بالرضا عليه السلامحتّى

1.سورة الحشر (۵۴) : ۷ .

2.البقرة (۲) : ۴۴ .

3.الأنعام (۶) : ۱۴۹.

صفحه از 692