[ في اضطراب المتن ]
وأمّا الاضطراب في المتن فهو كما دلّ في اعتبار الحيض عند الاشتباه بالقرحة بخروج الدم من الجانب الأيسر فيكون حيضا ، والخروجِ من الجانب الأيمن فيكون قرحة ؛ حيث إنّه رواه في الكافي على الوجه الأوّل ۱ وهو الموجود في بعض نسخ التهذيب ، ۲ والمحكيُّ عن أكثر نسخه ، وعن بعض نسخ التهذيب
الروايةُ على الوجه الثاني .
هذا ، وقد ذكر المولى التقيّ المجلسي أنّ الذي يظهر بالتتبّع والتأمّل التامّ أنّ أكثر الأخبار الواردة عن الجواد والهادي والعسكري عليهم السلاملا يخلو عن اضطراب تقيّةً أو اتّقاءً على أصحابهم ؛ لأنّ أكثرها مكاتبة ، ويمكن أن يقع بأيدي المخالفين ويصلَ بها ضرر على الأصحاب ، ولمّا كان أئمّتنا أفصحَ فصحاء العرب عند المؤالف والمخالف ، فلو اطّلعوا ۳ على أمثال أخبارهم كانوا يجزمون بأنّها ليست منهم عليهم السلام ؛ ولهذا ۴ لا يسمّون غالبا ويعبّرون عنهم ب «الرجل» و«الفقيه» ونحوهما . وعلى هذا النهج ورد تفسير العسكري عنهم عليهم السلام ، ولمّا لم ينتبهوا لما قلناه ، ردّ أخبارهم مَن لم يكن له تدبّر ، ولهذا ترى شيخ الطائفة لم يردّ أمثالها من الأخبار ؛ لأنّه كان عالما بذلك . ۵
1.الكافي ۳ : ۹۴ ، ح ۳ ، باب معرفة دم الحيض والعذرة والقرحة .
2.التهذيب ۱ : ۳۸۵ ، ح ۱۱۸۵ ، باب الحيض والاستحاضة والنفاس .
3.أي المخالفون لو اطّلعوا على أمثال الأخبار التي فيها اضطراب ، كانوا يجزمون بعدم كون تلك الأخبار من الأئمّة عليهم السلام فيحصل به حفظ الأصحاب .
4.تعليل لقوله ـ رحمه اللّه ـ : تقيّة أو اتّقاءً على أصحابهم فلا تغفل .
5.روضة المتّقين ۱۴ : ۳۵۲ .