الثمانون : [ ذكر الطريق إلى الراوي يدلّ على حسنه أم لا؟ ]
أنّه قد حكى العلاّمة البهبهاني عن خاله العلاّمة المجلسي تحسينَ عبدالرحمن القصير بواسطة ذكر الصدوق الطريق إليه ۱ . ۲
والمنشأ دلالة ذكر الطريق إلى الشخص على كونه محلَّ الركون والسكون ، وكثرةِ الرواية عنه ، وهو يجري في سائر مَن ذكر الشيخ الطريق إليه، وكذا في كلّ من ذكر الصدوق الطريق إليه.
ولا يذهبْ عليك حسنُ التعبير بالتحسين دون المدح ، كما وقع في تعريف الحسن ؛ حيث إنّ كثيرا من الأمور يوجب حسن الحديث واعتبارَ القول والظنَّ بصدق الراوي ، ولا يصدق عليه المدح سواء كان من باب اللفظ كالترضّي والترحّم ، كما في الحسين بن إدريس ؛ حيث إنّه حكى المولى التقيّ المجلسي أنّ الصدوق ترحّم عليه عند ذكره أزيدَ من ألف مرّة . ۳ وكذا حمزة بن محمّد القزويني العلوي ؛ حيث إنّه حكى المولى المشار إليه أنّ الصدوق ترحّم عليه كلّما ذكره وترضّى له ، ۴ بل العنوان المذكور معروف .
أو كان من باب غير اللفظ ، نحو : كون الراوي وكيلاً لأحد الأئمّة عليهم السلام ، أو كونِه ممّن يُترك روايةُ الثقة أو تُؤوّل احتجاجا بروايته وترجيحا لها على رواية الثقة ، أو
روايةِ الأجلاّء عنه ، أو كونِه ممّن يروي عن الثقات ، أو كونِه ممّن أُخذ توثيقه وعُمل به ، أو اعتمادِ القمّيين عليه ، أو كونِ رواياته كلاًّ أو جلاًّ مقبولةً ، فالأحسن جعل المدار في الحسن على كون بعض رجال السند موصوفا بالحسن .
وبعبارة أُخرى موصوفا ببعض أسباب اعتبار القول والظنّ بالصدق ، سواء كان الأمر من باب المدح ، أم لا .
1.تعليقة الوحيد البهبهاني : ۱۹۳ . وفيه : «عبد الرحيم».
2.الفقيه ۴ : ۲۰ ، من المشيخة . وفيه : «عبد الرحيم» .
3.روضة المتّقين ۱۴ : ۶۶ . وإليك بعض مواطن الترحّم والترضّي : عيون أخبار الرضا ۱ : ۴۷ ، ح ۷ ، و ۱۳۴ ، ح ۳۱ ، و ۲ : ۸۲ ، ح ۱۹ ؛ التوحيد : ۱۰۸ ، ح ۳ ، و ۱۰۹ ، ح ۷ ، و ۲۸۹ ، ح ۸ .
4.روضة المتّقين ۱۴ : ۳۶۰ . وحكاه عنه الوحيد البهبهاني في تعليقته : ۱۲۶ . وإليك بعض مواطن الترضّي والترحّم : عيون أخبار الرضا ۱ : ۲۲۷ ، ح ۵ .