رسالة في « محمد بن الفضيل » - صفحه 12

[ أدلّة كونه الصيرفي ]

والظاهر أنّه مبنيّ على حمل محمّد بن الفضيل على محمّد بن الفضيل بن كثير الصيرفي ، وعليه جرى بعض الأعلام ؛ لاتّفاق رواية الصيرفي في رواياتٍ ، إلاّ أنّها على أقسام :
أحدها : ماثبت كون محمّد بن الفضيل فيه هو الصيرفي بالتقييد بالصيرفي بالصراحة ، كما عن الصدوق في العلل ـ في باب العلّة التي لاتخلو الأرض من
حجّة ـ عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن الحسين بن أبيالخطّاب ومحمّد بن عيسى عن محمّد بن الفضيل بن كثير الصيرفي عن أبي حمزة الثمالي . ۱
وما عن الصدوق في العيون ـ في باب النصوص الدالّة على الرضا عليه السلام بالإمامة ـ عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن عيسى بن عُبيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الزيّات عن محمّد بن الفضيل الصيرفي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام . ۲
ثانيها : ماثبت فيه كون محمّد بن الفضيل فيه هو الصيرفي بملاحظة الراوي ، كما عن الصدوق في معاني الأخبار ـ في باب معنى تسليم الرجل على نفسه ـ عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن الفضيل عن أبي الصباح ، ۳ حيث إنّ المقصود بمحمّد بن الحسين فيه هو محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب .
ويظهر ممّا تقدّم عن النجاشي أنّه يروي عن محمّد بن الفضيل الصيرفي .
ثالثها : ما ثبت كون محمّد بن الفضيل فيه هو الصيرفيّ بملاحظة المرويّ عنه ، وهو على قسمين :
أحدهما : ماكان المرويّ عنه فيه هو الإمام ، كما رواه في الكافي ـ في باب النكت والنتف من التنزيل في الولاية ـ [عن] أحمد بن إدريس عن محمّد عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام ، ۴ وما رواه في الكافي ـ في الباب المذكور ـ عن عدّة من الأصحاب ، عن أحمد بن محمّد
عن محمّد بن إسماعيل عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام ، ۵ وكما رواه في الكافي ـ في باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية ـ عن محمّد عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام ، ۶ حيث إنّ محمّد بن الفضيل الصيرفي من أصحاب الكاظم عليه السلامعلى ما ذكره النجاشي والشيخ في الرجال ۷ دون ابن غزوان ، فالمقصود بمحمّد بن الفضيل في الأسانيد المذكورة هو الصيرفي .
وكذا ما رواه في الكافي ـ في باب أنّ الإمام يعرف الإمام الذي يكون بعده ، وأنّ قول اللّه عزّوجلّ : « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَـنَـتِ إِلَى أَهْلِهَا »۸ فيهم عليهم السلام[نزلت] ۹ ـ عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام ، ۱۰ حيث إنّ محمّد بن الفضيل الصيرفي من أصحاب الرضا عليه السلام ، كما يظهر ممّا مرّ من النجاشي والعلاّمة في الخلاصة ، ۱۱ فالمقصود بمحمّد بن الفضيل في السند المذكور هو الصيرفي .
ثانيهما : ما كان المرويّ عنه غير الإمام ، وهو على قسمين :
أحدهما : ما كان المرويّ عنه فيه معيّناً ، كما رواه في الكافي ـ في باب ما فرض اللّه عزّوجلّ ورسوله صلى الله عليه و آله من الكون مع الأئمّة عليهم السلام ـ عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن النضربن شعيب عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثماليّ ۱۲
ومارواه في الكافي ـ في باب ماعند الأئمّة من آيات الأنبياء ـ عن أحمد بن إدريس عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي عن عليّ بن أسباط عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي ، ۱۳ وما رواه في الكافي ـ في باب ما نصّ اللّه عزّوجلّ ورسوله على الأئمّة واحداً ـ فواحداً عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين وأحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي ، ۱۴ وما رواه في إكمال الدين ـ في باب اتّصال الوصيّة من لدن آدم ـ عن أحمد بن محمّد الهمداني عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن أبيه عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثماليّ ؛ ۱۵ حيث إنّ مقتضى التقييد بالصيرفي في الرواية عن أبي حمزة الثمالي فيما تقدّم من رواية العلل والعيون ۱۶ كون محمّد بن فضيل في الأسانيد المذكورة هو الصيرفي .
ثانيهما : ماكان المرويّ عنه غير معيّن ، لكن تطرّق التعيين بواسطة الخارج كالتقييد ، كما رواه في الكافي ـ في باب أنّ الأرض لاتخلو عن حجّة ـ عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة ، ۱۷ وما رواه في الكافي ـ في باب أنّ الأئمّة ولاة أمر اللّه وخزنة علمه ـ عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن النضربن شعيب عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة ، ۱۸ وما رواه في الكافي ـ في باب النكت والنتف من التنزيل في الولاية ـ عن عليّ بن
إبراهيم عن أحمد بن محمّد البرقي عن أبيه عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة، ۱۹ ومارواه ـ في الباب المذكور عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة ، ۲۰ وما ـ رواه ـ في الباب المذكور ـ عن عليّ بن إبراهيم عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد اللّه عن يحيى بن سالم عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة ، ۲۱ وما رواه ـ في الباب المذكور ـ عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد اللّه عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة، ۲۲ وما رواه ـ في الباب المذكور ـ بالإسناد المذكور عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة ، ۲۳ وما رواه في الكافي ـ في باب تاريخ مولد النبي صلى الله عليه و آله ـ عن أحمد عن الحسين عن محمّد بن عبد اللّه عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة ، ۲۴ وما رواه في الكافي ـ في باب مايدفع اللّه بالمؤمن ـ عن محمّد بن يحيى عن عليّ بن الحسن الميثمي ۲۵ عن محمّد بن عبد اللّه بن زرارة عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة ؛ ۲۶ حيث إنّ المقصود بأبي حمزة هو الثمالي بشهادة التقييد بالثمالي في طائفة من روايات محمّد بن الفضيل ، كما تقدّمت .
وقد تقدّم التقييد بالصيرفي في رواية محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي ، فالمقصود بمحمّد بن الفضيل في الأسانيد المذكورة هو الصيرفي .
ويمكن أن يقال : إنّه كما يرشد إلى المقصود تقييد المرويّ عنه بالثمالي في الروايات المتقدّمة بحكم تقييد محمّد بن الفضيل بالصيرفي في بعض تلك الروايات ، كذا يرشد إلى المقصود تقييد محمّد بن الفضيل بالصيرفي في بعض تلك الروايات بالأولويّة ، فثبوت كون محمّد بن الفضيل في هذه الروايات هو الصيرفي بكلٍّ من التقييد بالصيرفي والثمالي في روايات محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي .
إلاّ أن يقال : إنّه لو كان الأمر على ذلك فيدخل جميع موارد النزاع .
إلاّ أن يقال : إنّ المرويّ عنه هنا متّحد في صورة الإطلاق والتقييد ، ومورد النزاع أعمّ .
لكن نقول : إنّ عموم مورد النزاع يكفي في عدم صحّة الاستناد إلى تقييد محمّد بن الفضيل في رواياته عن أبي حمزة الثمالي ؛ للزوم الاستناد إلى بعض موارد النزاع .
رابعها : ما ثبت فيه كون محمّد بن الفضيل فيه هو الصيرفي بملاحظة الراوي والمرويّ عنه ، كما فيما رواه في الكافي ـ في باب اُخوّة المؤمنين بعضهم لبعض ـ عن أبي عليّ الأشعري عن الحسين بن الحسن عن محمّد بن اُورمة عن بعض أصحابه عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة ؛ ۲۷ حيث إنّ المقصود بمحمّد بن الحسين فيه هو محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، كما يظهر ممّا مرّ في القسم الثاني من الأقسام الثلاثة ، والمقصود بأبي حمزة هو الثمالي ، كما يظهر ممّا مرّ من روايات محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي .
وإن قلت : إنّ التقييد بالصيرفي في رواية العلل والعيون لايجدي في حمل المطلق على المقيّد لو كان المطلق في أسانيد الفقيه فضلاً عن أسانيد الكافيوالتهذيبين ؛ لاختلاف الكتاب لو كان المطلق في أسانيد الفقيه ، واختلاف
الكتاب وصاحب الكتاب لوكان المطلق في أسانيد غير الفقيه .
قلت : إنّ الأظهر التقييد ؛ لحصول الظنّ بلاإشكال ، بل يتأتّى التقييد مع اختلاف صاحب الكتاب فضلاً عن اختلاف الكتاب .
وإن قلت : إنّ التقييد بالصيرفي إنّما ينفع لو وقع رواية محمّد بن الفضيل عن أبي الصباح ، لكنّ التقييد بالصيرفي إنّما وقع فيما وقع من هذه الروايات في رواية محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة .
قلت: إنّه لايشترط في حمل المطلق على المقيّد وحده الراوي ولاالمرويّ عنه.
وأمّا الاستدلال على كون محمّد بن الفضيل هو النهدي : بأنّه لم يذكر الصدوق الطريق إلى محمّد بن الفضيل ، فمَنْ ذكر الطريق إليه إنّما هو مَنْ لم يذكر الطريق إليه ، أي : يتّحد محمّد بن الفضيل ومحمّد بن القاسم بن الفضيل ، فهو مدفوع : بأنّ الصدوق لم يذكر الطريق إلى أبي الصباح أيضاً ، بل لم يذكر الطريق إلى عشرين رجلاً .
والمرجع إلى أربعمائة حديث ، كما ذكره المولى التقي المجلسي . ۲۸
مع أنّه قد روى الصدوق عن محمّد بن القاسم بن الفضيل، كما في باب الفطرة من صوم الفقيه ، حيث روى أنّه كتب محمّد بن القاسم بن الفضيل البصري إلى أبي الحسن الرضا عليه السلاميسأله عن الوصي يزكّي زكاة الفطرة عن اليتامى إذا كان لهم مال، ۲۹ إلى آخره ، وروى في الباب المذكور أيضاً أنّه كتب محمّد بن القاسم بن الفضيل البصري إلى أبي الحسن الرضا عليه السلامعن المملوك يموت عنه مولاه وهو غائب في بلدة اُخرى ، ۳۰ إلى آخره ، فلاوجه لجَعْل الطريق المذكور في المشيخة طريقاً إلى مَنْ لم يذكر الطريق إليه ، فلاوجه لطرح الاتّحاد بين مَنْ ذكر الطريق إليه ـ أعني
محمّد بن القاسم بن الفضيل ـ ومَنْ لم يذكر الطريق إليه ، أعني محمّد بن الفضيل .
على أنّه يبعد كمال البُعْد عدم اتّفاق التعبير بمحمّد بن القاسم بن الفضيل مع اتّحاده مع محمّد بن الفضيل مع كثرة محمّد بن الفضيل في الأسانيد ، مضافاً إلى توصيف محمّد بن القاسم بالبصري ومحمّد بن الفضيل بالصيرفي والكوفي .
وأمّا ماذكره الفاضل التستري من أنّه لم يظفر في كتب الرجال من أصحاب مولانا الرضا عليه السلام بمَنْ يوصف بالبصري ، ۳۱ فيندفع : بأنّه قد وصف النجاشي أبا محمّد بن الفضيل بأنّه بصري ، ووصف النجاشي والشيخ جدَّه بأنّه بصري ، فهو بصري .
إلاّ أن يقال : إنّ الغرض من ذلك التوصيفُ بذكر الوصف ، ولم يذكر في محمّد بن القاسم بن الفضيل وصف كونه بصريّاً .
وأمّا حمل محمّد بن الفضيل في الرواية عن أبي الصباح المبحوث عنها على ابن غزوان فلاوجه له .

1.علل الشرائع :۱۹۸ ، ح ۱۶ ، باب العلّة التي من أجلها لاتخلو الأرض من حجّة اللّه عزّوجلّ على خلقه .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام ۱ : ۴۵ ، ح ۲۱ ، باب النصوص على الرضا عليه السلامبالإمامة . . . .

3.معاني الأخبار : ۱۶۲ ، ح ۱ ، باب معنى تسليم الرجل على نفسه .

4.الكافي ۱ : ۴۱۳ ، ح ۵ ، باب النكت والنتف من التنزيل في الولاية ، وفيه : «أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد» .

5.الكافي ۱ : ۴۲۵ ، ح ۶۵ ، باب فيه النكت والنتف من التنزيل في الولاية .

6.الكافي ۱ : ۴۳۷ ، ح ۶ ، باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية .

7.رجال النجاشي : ۳۶۷ / ۹۹۵ ؛ رجال الشيخ : ۳۶۰ / ۲۵ .

8.النساء (۴) : ۶۲ .

9.أضفناه من المصدر .

10.الكافي ۱ : ۲۷۶ ، ح ۳ ، باب أنّ الإمام يعرف الإمام الذي يكون بعده .

11.رجال النجاشي : ۳۶۷ / ۹۹۵ .

12.الكافي ۱: ۲۰۸، ح ۴، باب ما فرض اللّه عزّوجلّ ورسوله صلى الله عليه و آله من الكون مع الأئمّة.

13.الكافي ۱ : ۲۳۱ ، ح ۲ ، باب ما عند الأئمّة من آيات الأنبياء عليهم السلام .

14.الكافي ۱ : ۲۹۲ ، ح ۲ . لم نعثر عليه في الباب مذكور ، لكن وجدناه في باب الإشارة والنصّ على أمير المؤمنين عليه السلام .

15.كمال الدين وتمام النعمة : ۲۱۳ ، ح ۲ ، باب اتّصال الوصية من لدن آدم .

16.علل الشرايع : ۱۹۸ ، ح ۱۶ ، باب العلّة التي من أجلها لاتخلو الأرض من حجّة اللّه عزّوجلّ على خلقه ؛ عيون اخبار الرضا عليه السلام ۱ : ۴۵ ، ح ۲۱ ، باب النصوص على الرضا عليه السلام .

17.الكافي ۱ : ۱۷۸ ، ح ۸ ، باب أنّ الأرض لاتخلو من الحجّة .

18.الكافي ۱ : ۱۹۳ ، ح ۴ ، باب أنّ الأئمة عليهم السلام ولاة أمر اللّه وخزنة علمه .

19.الكافي ۱ : ۴۲۲ ، ح ۵۱ ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية .

20.الكافي ۱ : ۴۲۰ ، ح ۴۱ ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية .

21.لم نعثر عليه فيه ويمكن ان يراد به ما في الكافي ۱ : ۴۲۳ ، ح ۵۷ ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية . وفيه : « . . . عن يحيى بن سالم عن أبي عبد اللّه » .

22.الكافي ۱ : ۴۲۳ ، ح ۵۸ ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية .

23.الكافي ۱ : ۴۲۴ ، ح ۵۹ ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية .

24.الكافي ۱ : ۴۴۰ ، ح ۴ ، باب مولد النبي ووفاته .

25.وفي الكافي «التيمي» .

26.الكافي ۲ : ۲۴۷ ، ح ۱ ، باب فيما يدفع اللّه بالمؤمن .

27.الكافي ۲ : ۱۶۶ ، ح ۷ ، باب أخوّة المؤمنين بعضهم لبعض .

28.روضة المتّقين ۱۴ : ۱۳ .

29.الفقيه ۲ : ۱۱۵ ، ح ۴۹۵ ، باب الفطرة .

30.الفقيه ۲ : ۱۱۷ ، ح ۵۰۳ ، باب الفطرة .

31.حكاه عنه أبو عليّ الحائري في منتهى المقال ۶ : ۱۵۶ / ۲۸۲۱ .

صفحه از 52