رسالة في « محمد بن الفضيل » - صفحه 23

[ فوائد ]

فائدة [ 1 ] : [ في «ابن بابويه» ]

ابن بابويه يُطلق على أشخاص :
الأوّل : الصدوق ، وهو محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، وهو الذي ينصرف إليه «ابن بابويه» عند الإطلاق .
الثاني والد الصدوق . وقد حكى الشهيد في الذكرى عن الأصحاب أنّهم كانوا يتمسّكون بفتاوى ابن بابويه في الشرائع عند إعواز النصوص ؛ لحسن ظنّهم به ، و أنّ فتواه كروايته . ۱
وصريح النجاشي ۲ يقتضي كون الشرائع هي الرسالة إلى ابنه الصدوق المحكي عنها في الفقيه .
ومقتضى كلام الشيخ في الفهرست : ۳ أنّ الشرائع غير الرسالة ، وهو ظاهر كلام بعض الأعلام .
قيل : كانت رسالة عليّ بن الحسين بن بابويه عند قدماء الأصحاب ، وعند الفاضل الهندي والسيّد محمّد مهدي النجفي والشيخ أسداللّه الكاظمي من المتأخّرين . ۴
وعن كتاب الخرائج والجرائح :
أنّ عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمّه ، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم بن روح أن يسأل الحضرة ليدعو اللّه أن يرزقه أولاداً منها ، فجاء الجواب : «إنّك لاترزق من هذه ، وستملك جاريةً ترزق منها ولدين فقيهين» فرُزق منها محمّداً والحسين فقيهين ماهرين ، وكان لهما أخ أوسط لافقه له . ۵
وحكى العلاّمة في الخلاصة :
أنّه اجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح وسأله مسائل ، ثمّ كاتبه بعد ذلك على يد عليّ بن جعفر الأسدي يسأل أن يوصل له رقعةً إلى الصاحب عليه السلام ، ويسأله فيها الولد ، فكتب [إليه] : ۶ «فدعونا اللّه لك بذلك ، وستُرزق ولدين ذكرين خيّرين» فُولد له أبو جعفر وأبوعبد اللّه من اُمّ ولد ، وكان أبو عبد اللّه الحسين بن عبيداللّه يقول : سمعت أباجعفر يقول : «أناوُلدت بدعوة صاحب الأمر» ويفتخر بذلك ، ومات عليّ سنة تسع وعشرين وثلاثمائة .
وقال جماعة من أصحابنا : سمعت أصحابنا يقولون : كُنّا عند أبي الحسن عليّ بن محمّد السمري ، فقال : رحم اللّه عليّ بن الحسين بن بابويه ، فقيل له : هو حيّ ، فقال : إنّه مات في يومنا هذا ، فكتب اليوم فجاء الخبر
بأنّه مات فيه . ۷
قوله : «وستُرزق ولدين ذكرين خيّرين» هذا ينافي ماذكره في الخرائج والجرائح من أنّه كان للصدوق أخ أوسط . ۸
إلاّ أن يقال : إنّ الخيّرين لايشمل الأوسط ؛ لخلوّه عن الفقه ، فلامنافاة ؛ لانحصار الخير في الصدوق وأخيه .
لكن نقول : إنّ ظاهر العبارة انحصار الولد في الخيّرين ، فهو ينافي ثبوت الأوسط .
قوله : «ومات عليّ سنة تسع وعشرين وثلاثمائة» هذا مأخوذ من النجاشي ، ۹ لكنّه مخالف لما يظهر من الصدوق في إكمال الدين ـ نقلاًـ حيث قال :
حدّثنا أبو الحسين صالح بن شعيب الطالقاني ـ رحمه اللّه ـ في ذي القعدة [سنة] ۱۰ تسع وعشرين وثلاثمائة ، قال : حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم بن مخلد ، قال : حضرت بغداد عند المشايخ رحمهم اللّه ، فقال الشيخ أبو الحسن السمري ابتداء منه : رحم اللّه عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، قال : وكتب المشايخ تأريخ ذلك اليوم ، [فورد الخبر أنّه توفّي ذلك اليوم] ۱۱ ومضى أبوالحسن السمري بعد ذلك في النصف من شعبان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة أو في ثمان وعشرين لاتسع وعشرين . ۱۲
وقيل : كان عليّ بن الحسين معاصراً للكليني ، ويروي عن مشايخه ، كعليّ بن
إبراهيم ، ومحمّد بن يحيى ، والحسين بن محمّد ، وغيرهم ، بل روى بغير واسطة عمّن يروي عنه الكليني بواسطة ، كعبداللّه بن جعفر الحميري وغيره ، وتوفّي في زمان علي بن محمّد السمري آخر السفراء ، وكان وفاة السمري سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، انتهى .
ويرشد إلى معاصرته مع الكليني أنّ الكليني توفّي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، كما ذكره الشيخ في الفهرست ، ۱۳ وسنة تسع وعشرين وثلاثمائة كما ذكره النجاشي ، ۱۴ مضافاً إلى ماذكره الفاضل التقي المجلسي من أنّ الصدوق عاصر الكليني في برهةٍ من الزمان ، لكن لم يتّفق لقاؤه إيّاه ، ۱۵ حيث إنّه على هذا يلزم معاصرة عليّ بن بابويه للكليني بالأولويّة .
الثالث : عليّ بن عبيداللّه [بن] الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، منتجب الدين ، وله كتاب الرجال في بيان أحوال الرجال الذين عاصروا الشيخ الطوسي ومَنْ تأخّر عن زمانه ، ويُعبّر عنه ب «الفهرست» وهو عندنا موجودٌ ومذكور بتمامه في جلد إجازات البحار . ۱۶
ووالد عليّ المذكور عبيداللّه كما ذُكر ؛ لما ذُكر من أنّه مضبوط في عدّة مواضع من الفهرست ، وكذا البحار ۱۷ عند ذكر الكتب الذي أخذ منها ، وبعض الرسائل ، المعمول في تعداد آل بويه ، وإجازة الشهيد الثاني لوالد شيخنا البهائيّ ، ۱۸ وشرح الدراية ، ۱۹ وغير ذلك .
فما جرى عليه العلاّمة البهبهاني ـ من كون الوالد عبد اللّه ۲۰ ـ كماترى ، وهو اشتباه من بعض نسخ المنهج . ۲۱
وعليّ بن موسى هو الجدّ الخامس كما هو مقتضى ذكر النسب في كلام غير واحد نقلاً .
قيل : ربّما رأى الناسخ ذكر الحسن بن الحسين مرّتين ، فتوهّم التكرار ، فحذف من البين اسمين .
وعن المحدّث البحراني في إجازته الكبيرة الجريان على ذلك . ۲۲ وهو كماترى .
وذكر الشهيد الثاني في شرح الدراية : أنّ الشيخ منتجب الدين كثير الرواية ، واسع الطرق عن آبائه وأسلافه ، ويروي عن ابن عمّه الشيخ بابويه . ۲۳
وفي إجازة الشهيد الثاني لوالد شيخنا البهائي : أنّه حسن الضبط ، كثير الرواية عن مشايخ عديدة . ۲۴
ووصفه السيّد السند الداماد في الراشحة العاشرة من الرواشح ب «الشيخ الإمام السعيد منتجب الدين ، موفّق الإسلام ، حجّة النَّقَلة ، أمين المشايخ ، خادم حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله» . ۲۵
وقال في البحار عند تعداد الكتب التي أخذ منها : «منتجب الدين من مشاهير الثقات والمحدّثين ، وفهرسته في غاية الشهرة ، وهو من أولاد الحسين بن عليّ بن
بابويه ، والصدوق عمّه الأعلى» . ۲۶
وكان الصواب أن يقول : «الحسين بن الحسن بن عليّ بن بابويه» بشهادة ما ذكر من أنّ الصدوق عمّه الأعلى ، وإلاّ فالصدوق عمّه القريب .
هذا لو كان حذف موسى من باب الاختصار ، وإلاّ فكان الصواب : عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه .
وقال في البحار أيضاً في أوائل جلد الإجازات : «موفق الإسلام ، سيّد الحفّاظ، رئيس النَقَلة ، سيّد الأئمّة والمشايخ ، خادم حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله» . ۲۷
هذا ، والحسن جدّ عليّ المذكور يدعى ب «حسكا» وهو ثقة على ما عن سبطه ، أعني منتجب الدين . ۲۸
وقد ذكر في رياض العلماء :
أنّ حسكا ـ بفتح الحاء المهملة ، والكاف قبل ألف لينة مخفّف ـ «حسن كيا» والكيا لقب له ، ومعناه بلغة أهل دار المرز من جيلان ومازندران والريّ : الرئيس ، أو نحوه من كلمات التعظيم ، ومستعمل في مقام المدح . ۲۹
وذكر أيضاً : أنّ حسكة مخفّفٌ آخَر من : «حسن كيا» . ۳۰
وقد عنون في الأمل «حسكة بن بابويه» وظنّه المدعوّ ب «حسن كيا» . ۳۱
وردّ عليه في رياض العلماء . ۳۲
ومقتضى صريح كلامه التعدّد ، وكون «حسكا» و «حسكة» من سلسلة واحدة .
الرابع : الحسين بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن موسى بن بابويه ، على ماذكر في رياض العلماء . ۳۳
قال في موضعٍ : «ابن أخ الصدوق اُستاد الصهرشتي» . ۳۴
وقال في موضعٍ آخَر : «وقال الصهرشتي في أواخر قبس المصباح ـ بعد نقل حديث الحقوق من كتاب مَنْ لايحضره الفقيه للصدوق ـ : «وقرأته على ابن أخيه الشيخ الرئيس أبي عبد اللّه الحسين بن الحسن بن بابويه ـ رضي اللّه عنه ـ بالري سنة أربعين وأربعمائة ، يروي عن عمّه أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه» ثمّ قال : «وعليّ هذا فهو سبط أخي الصدوق ، والجدّ الأعلى للشيخ منتجب الدين» . ۳۵
الخامس : محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، كما ذكره في رياض العلماء . ۳۶
ثمّ إنّه ذكر في رياض العلماء : أنّه سمع من العلاّمة المجلسي أنّ بين موسى وبابويه أشخاصاً كثيرة . ۳۷
[ في ابني بابويه ] ثمّ إنّه قد ذكر في رياض العلماء أيضاً : أنّ ابني بابويه يطلق على الشيخ أبي الحسن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي صاحب الرسالة ، والشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين المذكور . ۳۸
وقد حكي عن الفاضل الشيخ عليّ سبط الشهيد الثاني أنّه قال :
إنّي كنت برهة من الزمان أظنّ أنّ المراد بابني بابويه هو الصدوق وأخوه الحسن إلى أن رأيت جدّي الشهيد الثاني في المنام فسألته عن ذلك ، فقال : إنّ المراد منهما الصدوق وأبوه . ۳۹
ثمّ إنّ الشهيد في الدروس قد يحكي عن عليّ بن بابويه ۴۰ وابنه ، ۴۱ وقد يحكي عن ابني بابويه ، ۴۲
وقد يحكي عن الصدوق ، ۴۳ وقد يحكي عن الصدوقين ، ۴۴ وهو في الذكرى قد يحكي عن ابني بابويه . ۴۵

1.ذكرى الشيعة ۱ : ۵۱ .

2.رجال النجاشي : ۲۶۱ / ۶۸۴ .

3.الفهرست : ۱۵۶ / ۶۹۵ .

4.لم نعثر عليه .

5.الخرائج والجرائح ۲ : ۷۹۰ / ۱۱۳ .

6.أضفناه من المصدر .

7.خلاصة الأقوال : ۹۴ / ۲۰ في القسم الأوّل .

8.الخرائج والجرائح ۲ : ۷۹۰ / ۱۱۳ .

9.رجال النجاشي : ۲۶۲ / ۶۸۴ .

10.ما بين المعقوفين من المصدر .

11.ما بين المعقوفين من المصدر .

12.كمال الدين و تمام النعمة : ۵۰۳ ، ح ۳۲ ، باب ذكر التوقيعات الواردة عن القائم . وفيه : «ثمان و عشرين وثلاثمائة» .

13.الفهرست : ۱۳۶ / ۵۹۱ .

14.رجال النجاشي : ۳۷۷ / ۱۰۲۶ .

15.روضة المتّقين ۱۴ : ۲۶۰ .

16.البحار ۱۰۲ : ۲۰۰ ، باب فهرست الشيخ منتجب الدين .

17.البحار ۱ : ۳۵ ، باب توثيق المصادر .

18.إجازة الشهيد الثاني لوالد الشيخ البهائي في بحار الأنوار ۱۰۵ : ۱۴۶ .

19.شرح الدراية : ۱۲۹ .

20.تعليقات الوحيد على منهج المقال : ۲۳۶ .

21.منهج المقال : ۲۳۶ .

22.لم نعثر عليه في البحار .

23.شرح الدراية : ۱۲۹ .

24.إجازة الشهيد الثاني لوالد الشيخ البهائي في بحار الأنوار ۱۰۵ : ۱۴۶ .

25.الرواشح السماوية : ۱۶۰ ، الراشحة السابعة و الثلاثون .

26.بحار الأنوار ۱ : ۳۵ ، باب توثيق المصادر .

27.بحار الأنوار ۱۰۲ : ۲۹۴ ، باب فهرس الشيخ منتجب الدين .

28.بحار الأنوار ۱۰۲ : ۲۰۰ ، باب فهرس الشيخ منتجب الدين .

29.رياض العلماء ۱ : ۱۷۲ .

30.المصدر .

31.أمل الآمل ۲ : ۶۰ .

32.رياض العلماء ۱ : ۱۴۰ .

33.رياض العلماء ۲ : ۴۲ .

34.المصدر .

35.رياض العلماء ۲ : ۸۶ .

36.رياض العلماء ۲ : ۸۷ .

37.رياض العلماء ۱ : ۱۷۲ .

38.رياض العلماء ۶ : ۱۱ .

39.حكاه عنه في رياض العلماء ۶ : ۱۱ .

40.الدروس ۱ : ۴۵۵ .

41.الدروس ۱ : ۱۰۹ .

42.المصدر .

43.الدروس ۱ : ۱۲۰ .

44.الدروس ۱ : ۱۹۵ .

45.ذكرى الشيعة ۳ : ۴۳۴ .

صفحه از 52