رسالة في « محمد بن الفضيل » - صفحه 50

فائدة [ 11 ] : [ في لفظ «الهمزة رياضة» ]

روى الشيخ في الفهرست ، ۱ وكذا النجاشي في ترجمة أبان بن تغلب عن بعضٍ أنّه قال : مارأيت أحداً أقرأ منه ، وكان يقول : الهمزة رياضة . ۲
قال في المعراج : معنى قوله : «الهمزة رياضة» أنّ الهمزة فيه نبر وشدّة ، والإفصاح به يحتاج إلى رياضة ، أو المراد تخفيفها . ۳
قوله : «نبر» قال في المصباح : نبرت الحرف نبراً هذا من باب ضرب : هَمزتُه . قال ابن الفارس : النبر في الكلام : الهمز ، وكلّ شيء رفع نبر ، ومنه المنبر ، لارتفاعه . ۴ انتهى ، ففي الهمزة همز .

فائدة [ 12 ] : [ في حديث مولد الإمام السجّاد عليه السلام ]

روى في الكافي في باب مولد عليّ بن الحسين عليهماالسلام بالإسناد عن حفص بن
البختري عمّن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :
لمّا مات عليّ بن الحسين عليهماالسلام جاءت ناقة له من الرعي حتّى ضربت بجرّانها على القبر ، وتمرّغت عليه ، فأمرت [بها فردّت] إلى مرعاها ، وإنّ أبي عليه السلامكان يحجّ عليها ، و يعتمر ولم يقرعها قطّ . ابن بابويه . ۵
قوله عليه السلام : «بجرّانها» قال في القاموس : وجرّان البعير ـ بالكسر ـ : مقدّم عنقه من مذبحه إلى منحره . ۶
قوله : «ابن بابويه» عن الوافي أنّه احتمل أن يكون : أين ، بمعنى المكان ، وأبويه ، بمعنى والديه ، يعني : أنّى لأحد مثل أبويه ، فيكون المراد أنّه لايوجد مثل أبويه في الشرف ، ولهذا كان كذلك . ۷
وفيه : أنّه مخالف لإطباق النسخ ، مع أنّه مشتمل على تجشّم تامّ في إفادة المرام ، بل هو فاقد النظير في الأخبار .
وعن بعضٍ : أنّه قرأ «ابن بابويه» أي ابن شهر بانويه ، صارفي الفضل إلى هذه المرتبة .
وفيه : أنّه أيضاً مخالف لإطباق النسخ ، مع أنّه أيضاً مشتمل على مزيد التجشّم في إظهار المقصود ، بل التجشّم فيه أزيد من التجشّم في سابقه .
وعن بعضٍ : أنّ المراد عليّ بن بابويه ، والكلام كلام التلميذ الذي جمع الكافي ، أي كان هذا الخبر في نسخة عليّ بن بابويه ، ولم يكن في نسخة غيره . ويحتمل رواية الكليني [عنه] . ۸
وفيه : أنّ الظاهر من «ابن بابويه» هو الصدوق . والاحتمال المذكور مدفوعٌ :
بأنّه لوكان الأمر كذلك لقال : «عليّ بن بابويه عن الحسين بن محمّد» إلى آخره ، مع أنّه قال بعد قوله «ابن بابويه» : الحسين بن محمّد ، إلى آخره ، فصدر السند اللاحق إنّما هو الحسين بن محمّد ، و هذا ينافي كون صدر السند هو ابن بابويه بكونه مرويّاً عنه ، مع أنّه لم تتّفق رواية الكليني عن عليّ بن بابويه في غير هذا الموضع المشتبه حاله ، ومن البعيد غاية البُعْد انفراد الراوي خصوصاً مثل الكليني بروايةٍ واحدة .
وجرى العلاّمة المجلسي في الحاشية بخطّه الشريف على أنّ المراد هو الصدوق ؛ تعليلاً بأنّ الصدوق من رُواة الكافي ، كما هو المذكور في إجازات الأصحاب ، ولمّا كانت النسخ التي رواها التلامذة عن الكليني مختلفةً في بعض المواضع ، فعرض الأفاضل المتأخّرون عن عصرهم نسخ الكتاب بعضها على بعض ، فما كان فيها من اختلاف أشاروا إليه كما في عرض الكتاب على نسخة الصفواني ونسخة النعماني ، وهو أيضاً إشارة إلى أنّ الحديث المذكور إنّما كان في نسخة الصدوق . ۹
قوله : «كما هو المذكور فيإجازات الأصحاب» الغرض إجازة أن يروي الصدوق عن الكليني في الكافي ، وهي غير عزيزة ، فهي بمجرّدها لاتنفع في رفع الإشكال ، واللّه العالم .

1.الفهرست : ۱۸ / ۵۱ .

2.رجال النجاشي : ۱۱ : ۷ .

3.معراج أهل الكمال : ۱۷ ، الفائدة الرابعة .

4.المصباح المنير۲ : ۵۹۰ ؛ مجمل اللغة ۴ : ۳۷۰ ؛ معجم مقاييس اللغة ۵ : ۳۸۰ (نبر) .

5.الكافي ۱ : ۴۶۷ ـ ۴۶۸ ، ح ۳ ، باب مولد عليّ بن الحسين عليهماالسلام .

6.القاموس المحيط ۴ : ۲۱۰ (جرن) .

7.الوافي ۳ : ۷۶۵ ، ح ۱۳۸۷ ، باب ما جاء في عليّ بن الحسين عليهماالسلام .

8.مرآة العقول ۶ : ۹ .

9.مرآة العقول ۶ : ۹ .

صفحه از 52