فتح الباب لمغلقات هذا الكتاب - صفحه 78

قوله : (وهو وزير العقل). [ح 14] الوَزَرُ في أصل الوضع الجبل ، ثمّ استعمل في الملجأ، ومنه الوزر ـ بالكسر والسكون ـ بمعنى الإثم والثقل والسلاح . والوزير: الموازر كالأكيل والمواكل؛ لأنّه يحمل على السلطان وزره، أي ثقله .
وإنّما جعل الخير وزير العقل والشرّ وزير الجهل؛ لأنّ الوزير يكون قائما مقام الأمير في الاستيلاء على الجند والرعيّة، فكذلك الخير والشرّ مستوليان على جند العقل والجهل بحسب المعنى .
قوله : (الإيمان وضدّه الكفر، والتصديق وضدّه الجحود) . [ح 14] قال بعض المحدِّثين : الفرق بين الإيمان والتصديق أنّ الإيمان هو التصديق بما جاء به النبيّ صلى الله عليه و آله مجملاً، والتصديق يكون في واحدٍ واحدٍ، فظهر الفرق بين الكفر والجحود أيضا؛ لأنّهما ضدّهما . ۱
وقال بعضهم : الإيمان عبارة عن التصديق بما جاء به النبيّ صلى الله عليه و آله مع الإقرار باللِّسان ، والكفر عدم الإيمان عمّا من شأنه ذلك ، وهما ضدّان وإن كان بينهما تقابل العدم والمَلكة اصطلاحا ، والتصديق هو الإذعان والانقياد لأوامر اللّه تعالى ونواهيه، ولا يشترط فيه مقارنة الإقرار باللِّسان ، فتغايَرَ الإيمان. والجحود إنكارُ الشيء مع العلم به فتغايَرَ الكفر . ۲
وأنا أقول : الإيمان هو الإقرار بجميع ما جاء به النبيّ صلى الله عليه و آله مع الاعتقاد بالقلب والعمل به ، والمراد بالتصديق تصديق كلّ قول ظهر حقّيّته في اُمور الدِّين أو غيره قائله أيّ من كان ، والجحود ضدّه . والفرق حينئذٍ بين الإيمان والتصديق ظاهر، وكذا بين ضدّيهما . ويفهم من الأحاديث الآتية في كتاب الإيمان والكفر ما ذكرت في تفسيرهما .
قوله : (والطمع وضدّه اليأس) . [ح 14] ذكر هذه الفقرة تكرار لقوله : الرجاء وضدّه الطمع ، فينبغي أن يُقال: اليأس وضدّه

1.لم نعثر عليه بهذا النص، ولكن انظر الوافي للفيض الكاشاني، ج ۱، ص ۶۵، أبواب العقل والعلم.

2.والقائل هو السيّد بدر الدين بن أحمد الحسيني في الحاشية على اُصول الكافي، ص ۴۴.

صفحه از 90