وظاهر أنّ المراد بتلك المعادن والأركان والمقامات التي لا تعطيل لها في شيء من الأمكنة ولا في وقت من الأوقات والأزمنة إنّما هو حضرة نبيّنا و ۱ نبيّ الأنبياء وآله الوارثين لكماله ، مصابيح الدّجى صلى الله عليه و آله الذين هم خزنة خزائن اللّه تعالى ، ومفتاح مفاتح الغيب الّذي لا يعلمها إلّا هو جل وعلا ۲ ؛ فإنّهم(ص) لهم الكلّ في الكلّ ، ولهم القلّ ۳ في الجلّ ؛ كما قال قبلة العارفين : نحن صنائع اللّه ، والخلق صنائع لنا ۴ و لا يُعبد اللّه إلّا بعبادتنا ، ولا يعرف إلّا بسبيل معرفتنا، ۵ إلى غير ذلك مما لا يكاد يحصى ، ولنرجع إلى ما كنا هاهنا فيه .
تمهيد فيه تشييد
فإذا تحقّق واعترفت / الف 6 / بعين اليقين بحقيقة ما أشرنا إليه وبحقّية ۶ ما أظهرنا لك في آخر كلامنا هذا هاهنا ـ من كونهم (ص) صنائع اللّه تعالى ، وكون سائر الخلق وسائر الأشياء كلّها جلّها وقلّها صنائع لهم بل وعنهم ومنهم وبهم وفيهم وإليهم (ص) ، وكونهم بمقام لا يُعبد اللّه تعالى ولا يطاع إلّا بعبادتهم وطاعتهم ۷ وإطاعتهم ، ولا يعرف إلّا بمعرفتهم بحسب ذلك المقام كما مرّت الإشارة إليه ـ تحقّقت وتفهّمت حقّ التحقّق والتفهّم ۸ بكون كليّة الخلائق والأشياء من الحقائق والرقائق سواء كانت مخلوقة ومقصودة خلقتها بالذات كالعقل بجنوده وقواه وتوابعه وأتباعه ، أو ثانيا وبالعرض كالجهل بجنوده من نصاراه ويهوده ومجوسه وهنوده ولواحقه وأتباعه ۹ ، مخلوقةٌ بطاعتهم عليهم السلام ، مفطورة على خدمتهم ، مجبولة على إطاعتهم عليهم السلام ومتابعتهم ، مجعولة
1.ح : - و .
2.اقتباس من سورة الأنعام (۶) ، الآية ۵۹ : «وعنده مفاتح الغيب ...» .
3.القل : القليل .
4.راجع : نهج البلاغة ، كتاب ۲۸ ما قريبه .
5.بصائر الدرجات ، ص ۵۱۷ .
6.ح : بحقيقة .
7.ح : بطاعتهم .
8.م : التفهّم والتحقّق .
9.ح و م (خ ل) : وأشياعه.