شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 495

الكلي العلمي المصباحي ويسمّى بـ « إبليس الأبالسة » ، والجهل الجزئي المقابل لذلك العقل البشري الجزئي ويسمّى بـ « النفس الأمّارة » ، وهي مجتمعة الشهوة والغضب السّبعي والشيطنة والنكرى الهوائية.

تبصرة [في النفس ، أقسامها ورذائلها]

ولكلّ من هذه الثلاثة الأمّارية خصلتان وقوّتان ظلمانيتان ؛ فللشهوية البهيميّة ۱ : الحرص والبخل ، وللسبعية الكلبية : العُجب والكبر ، وللشيطانية النكراوية : الكفر والبدعة .
وإذا اجتمعت تلك الستة ورسخت في القلب البشري ، يتولّد ويتفرّع ۲ منها العداوة والبغضاء والعناد لدين الحق والملة البيضاء والاستكبار والاستنكاف عنهما وعن أهلهما ، وهذه السبعة الظلمانية إذا جمعت مراتبها العددية من الواحد والاثنين والثلاث والأربع والخمس والستّ والسبع يصير المجموع ثمانية وعشرين عدد تمام الحروف الهجائية الجهلية في دائرة الجهل والظلمة ، وكما يكون العقل عقلين فكذلك يجب أن يعلم أنّ النفس التي منزلتها من العقل منزلة الوزير من السّلطان ـ ومنزلة اللوح من القلم ، ومنزلة الكتاب من الكلام ، ومنزلة الإرادة من العلم إلى غير ذلك من أنواع المنزلة ـ يكون نفسين :
[1] : النفس الكليّة الإلهية اللاهوتية المدبّرة لكليّة نظام العالم الأكبر بل وللنظام الأصغر : المسماة بذات / الف 9 / اللّه العليا ؛ كما قال تعالى حكاية عن عيسى روح اللّه عليه السلام : «وَلَا أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ» وباُمّ الكتاب «وَ إِنَّهُ فِى أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ»۳ وباللوح المحفوظ ، وبالدرة الصفراء وهي مرتبة العلويّة العُليا .
والتسمية بهذه الألقاب الشامخة النامية والأسامي السامية إنّما تتوجّه بالنظر إلى

1.م : البهمية .

2.م : يتفرّغ .

3.الزخرف (۴۳): ۴ .

صفحه از 618