شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 507

تفريع وتقريع [في معرفة طينة المحمّديين]

فعلى ما نبّهناك يا صاحب البصيرة العيناء ـ عليه ممّا تلونا عليك في هذه اللطيفة العرشيّة ، وكشفنا فيها عن سرّ قوله تعالى «يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَآءِ إِلَى الْأَرْضِ»۱ يتّضح وينكشف سرّ استقامة احتمال كون المراد من الأيام السّبعة هاهنا السماوات السبع ؛ فإنّهم عليهم السلام من جهة خلقتهم ۲ البشرية وفطرتهم الآدمية الجزئية التي كانوا بحسبها من ذريّة أبينا أبو البشر المسمّى بآدم الثاني ـ وهو صورة آدم الأوّل الحقيقي الّذي هو النور المحمّدي والحقيقة المحمدية ، أبو الحقائق وروح الأرواح الكلية وأبوها ، كما قال صلى الله عليه و آله وسلم : يا عليّ ، أنا وأنت أبوا هذه الاُمّة ۳ ـ تولّدوا من مناكحة الآباء العلويّة ، والاُمّهات السفلية ، واستخرجت نطفة فطرتهم البشريّة من أصلاب تلك الآباء العلوية ، كما لايخفى على من له ربط بالحكمة العتيقة النضيجة ، لكنّ بين استخراج أنوار نطفهم اللطيفة النوريّة المصفّاة المأخوذة من صفوة الصفوة من تلك الأصلاب النورانيّة الربانيّة ، كما قيل شعرا:

صاف مروايد مه را۴بيختندتا كه لوح سينه ات را ريختند
وبين استخراج أنوار نطف سائر الأنبياء والأولياء ۵ الأوصياء من تلك الأصلاب ، فضلاً عن من عداهم ؛ فإنّ مولود نطف سائر الأنبياء والأولياء كانت من ثقل مولود طيناتهم / ب 15 / الطيبات ومن فضل مولود أنوار نطفهم التي هي اُصول سائر الطيّبات الطاهرات وينبوع ينابيع مياه الحياة ؛ فإنّ هؤلاء كلّهم جلّهم وقلّهم لشيعة اُولئك (ص) وأشعتهم .
وبالجملة فكون السّماوات من خزائن أنوار نطفهم البشرية عليهم السلام كما مرّ ضروري بالضرورة ، وهذا المعنى لا ينافي استقامة احتمال كون المراد من الأيام السبعة الأنبياء

1.السجدة (۳۲): ۵ .

2.م : خلقهم / وهكذا يمكن أن يقرأ ما في «ح» .

3.راجع إحقاق الحق ، ج ۴ ، ص ۲۲۷ و ج ۵ ، ص ۹۵ بمصادر عديدة .

4.م : - را .

5.هكذا في النسخ .

صفحه از 618