517
منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله

أدائها ، فالتقوى الطبّية تشمل جميع الآداب والأحكام الإسلاميّة المرتبطة بهذه المهنة ، لكنّها تتميّز بنقطتين لهما أهميّة فائقة ، هما : النصح للمريض ؛ والسعي لعلاجه .

3 . العفّة الجنسيّة

وهي أحد المصاديق المهمّة للتقوى الطبّية ، فلا يأذن الطبيب المتورّع لنفسه أن يستغلّ المريض جنسيّا ، وعليه أن يراعي الحدود الإسلاميّة حتّى في نظرته من أجل الفحص، أي: إذا استطاع تشخيص الداء بوسيلة غيرالنظر إلى المواضع المحرّمة في الإسلام ، فإنّه لايبادر إلى النظر المحظور ، ويكتفي بمقدار الضرورة عند الحاجة .

4 . الاهتمام بتشخيص الداء

وهو من النقاط التي أكّدتها الأحاديث المأثورة في الآداب الطبّية ، فقد جاء في وصيّة النبيّ صلى الله عليه و آله لأحد معاصريه من الأطبّاء قوله :
لا تُداوِ أحَدا حَتّى تَعرِفَ داءَهُ .۱
فطالما يُسمَع أنّ داءً قد استفحل ، ومريضا قد مات بسبب تشخيص خاطِئ ودواء غير مناسب ، لذا تتطلّب رعاية هذا الأدب ألّا يدّخر الطبيب وسعا في تشخيص الداء ، وألّا يصف دواءً قبل التشخيص .

5 . السعي لمعرفة العقاقير الطبيعيّة

تؤكّد الأحاديث أنّ لجميع الأدواء في نظام الخليقة دواءً ، وأنّها قابلة للعلاج إلّا الموت ، ونصّ بعضها على أنّ اللّه سبحانه خلق لكلّ داءٍ دواءً ، وقد جاء في بعضها : أنّ اللّه تعالى أنزل لكلّ داءٍ دواءً .
إنّ ظاهر التعبيرين يدلّ على أنّ أدوية الأدواء كلّها موجودة في الطبيعة ، ولا شكّ في أنّ الأدوية الطبيعيّة أقلّ ضررا وأكثر نفعا في العلاج من غيرها .
ولهذا السبب قد شاع طبّ الأعشاب في البلدان المتقدّمة تدريجا ، ومن هنا نجد أنّ إحدى المسؤوليّات المهمّة للمراكز الطبّية العلميّة هي اكتشاف العقاقير الطبيعية وتعريف الأطبّاء بها .

6 . رعاية الضرورة في وصف الدواء

أكّدت روايات كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام أنّ المريض لا يراجع طبيبا مادام قادرا على تحمّل الداء ، لأنّ استعمال الدواء بلا ضرورة مضرّ لصحّة الإنسان .
ووفقا للدلالة الالتزاميّة لهذه الأحاديث ، لو فرضنا أنّ مريضا أهمل هذه الإرشادات وراجع الطبيب ، فإنّ الطبيب الملتزم الورع هو الذي إذا عرف بعد الفحص أنّ المرض بسيط ولا يحتاج إلى دواء ، فلا يكتب وصفةً ولا يسوّغ دواءً .

7 . كتمان أسرار المريض

وهو من الآداب الطبّية المهمّة ، فبعض الأمراض يعدّ من أسرار المريض ، ولا يرغب أن يطّلع عليها الآخرون ، والروايات الواردة ـ من جهةٍ ـ توصي المريض ألّا يكتم على الطبيبِ مكنون دائه .

1.الإصابة : ج ۳ ص ۲۸۹ الرقم ۳۹۳۹ .


منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
516

دَواءً . ۱

۳۳۵۸.عنه صلى الله عليه و آله :تَداوَوا ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل لَم يُنزِل داءً إلّا وأنزَلَ لَهُ شِفاءً . ۲

1 / 3 . الدَّواءُ مِنَ القَدَرِ

۳۳۵۹.سنن ابن ماجة عن أبي خزامة :سُئِلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أرَأَيتَ أدِويَةً نَتَداوى بِها ، ورُقىً نَستَرقي بِها ، وتُقىً نَتَّقيها ، هَل تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللّهِ شَيئاً؟
قالَ : هِيَ مِن قَدَرِ اللّهِ . ۳

الفصل الثّاني : آداب الطّبابة وأحكامها

2 / 1 . الاِهتِمامُ بِمَعرِفَةِ الدَّاءِ

۳۳۶۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ لِلشَّمَردَلِ المُتَطَبِّبِ ـ: لا تُداوِ أحَداً حَتّى تَعرِفَ داءَهُ . ۴

2 / 2 . ضَمانُ الطَّبيبِ إذا أفسَدَ

۳۳۶۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن تَطَبَّبَ ولَم يُعلَم مِنهُ طِبٌّ قَبلَ ذلِكَ ، فَهُوَ ضامِنٌ . ۵

2 / 3 . التَّداوي بِالمُحَرَّماتِ

۳۳۶۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن تَداوى بِحرَامٍ ، لَم يَجعَلِ اللّهُ فيهِ شِفاءً . ۶

۳۳۶۳.صحيح مسلم عن وائل الحضرمي :إنَّ طارِقَ بنَ سُوَيدٍ الجُعفِيَّ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله عَنِ الخَمرِ ، فَنَهاهُ أو كَرِهَ أن يَصنَعَها . فَقالَ : إنَّما أصنَعُها لِلدَّواءِ .
فَقالَ : إنَّهُ لَيسَ بِدَواءٍ ولكِنَّهُ داءٌ . ۷

كلام في آداب الطبابة وأحكامها

تتميّز مهنة الطبّ بين المهن بأنّها ذات آداب وأحكام خاصّة يجدر بالطبيب المسلم مراعاتها ، فضلاً عن ما ورد بشأنها في الإسلام ؛ ذلك أنّها تتعامل مع أرواح الناس وأعراضهم وأسرار حياتهم ، نشير هنا إلى أهمّ تلك الآداب بإيجاز .

1 . الشعور بالمسؤوليّة

إنّ الشّعور بالمسؤولية من أهمّ الآداب وأعرقها ؛ إذ هو الذي يدفع الطبيب إلى رعاية واجباته الأخلاقيّة والقانونيّة والشرعيّة في علاج المرضى .
لقد نقل الإمام الصادق عليه السلام عن السيّد المسيح عليه السلام كلاما بالغ التأثير في مسؤوليّة الطبيب ، حيث قال عليه السلام :
كَانَ المَسيحُ عليه السلام يَقولُ : إنَّ التّارِكَ شِفاءَ المَجروحِ مِن جُرحِهِ شَريكٌ لِجارِحِهِ لا مَحالَةَ ... .۸

2 . التقوى الطبّية

التقوى في كلّ مهنة هي رعاية القوانين الربّانيّة في

1.دعائم الإسلام: ج ۲ ص ۱۴۴ ح ۵۰۰ .

2.مكارم الأخلاق: ج ۲ ص ۱۷۹ ح ۲۴۶۰ .

3.سنن ابن ماجة: ج ۲ ص ۱۱۳۷ ح ۳۴۳۷ .

4.الإصابة: ج ۳ ص ۲۸۹ .

5.سنن ابن ماجة: ج ۲ ص ۱۱۴۸ ح ۳۴۶۶ .

6.الجامع الصغير: ج ۲ ص ۵۸۸ ح ۸۵۸۱.

7.صحيح مسلم: ج ۳ ص ۱۵۷۳ ح ۱۲ .

8.الكافي : ج ۸ ص ۳۴۵ ح ۵۴۵ .

  • نام منبع :
    منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
    المساعدون :
    خوش نصیب، مرتضی؛ لجنة من المحققين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    مشعر
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 232746
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي