411
اسباب اختلاف الحديث

ومع عدم التنبّه لسرّ الاستخدام في مثل هذا الحديث ربما يتوهّم الاختلاف بين مثله وبين بعض الأحاديث الاُخرى .

المثال : طول قامة آدم عليه السلام

۴۳۲.۱ . الكليني بإسناده عن مقاتل بن سليمان، قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السلام : كم كان طول آدم عليه السلام حين هبط به إلى الأرض، وكم كان طول حوّاء ؟ قال: وجدنا في كتاب عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّ اللّه عز و جللمّا أهبط آدم وزوجتهتحواء عليهماالسلامإلى الأرض ـ إلى أن قال : ـ فأوحى اللّه عز و جل إلى جبرئيل عليه السلام أنّ آدم قد شكا ما يصيبه من حرّ الشمس، فأغمزه غمزة، وصيّر طوله سبعين ذراعا بذراعه، وأغمز حوّاءَ غمزة، فصيّر طولها خمسة وثلاثين ذراعا بذرعها . ۱

۴۳۳.۲ . في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه و آله قال:خلق اللّه عز و جلآدم . . . على صورته، طوله ستون ذراعات . ۲

۴۳۴.۳ . ابن أبي شيبة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال :يدخل أهل الجنّة الجنّةَ جُردا مُردا بيضاً ۳ جِعادا مُكحَّلين، أبناءَ ثلاث وثلاثين، على خلق آدم ، طوله ستون ذراعا . . . ۴

۴۳۵.۴ . الصدوق بإسناده عن محمّد بن مسلم، قال:سألت أبا جعفر عليه السلام عمّا يروون : أنّ اللّه عز و جلخلق آدم على صورته ، فقال: هي صورة محدثة مخلوقة، اصطفاها اللّه واختارهاعلى سائر الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه ، والروح إلى نفسه، فقال: « بَيْتِىَ » وقال: « نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى » . ۵

1.الكافي: ج۸ ص۲۳۳ ح۳۰۸ .

2.صحيح مسلم: ج۸ ص۲۱۸۳ ح۲۸ .

3.في المصدر : «بيضاء » ، والصحيح ما أثبتناه كما في مجمع الزوائد وغيره .

4.المصنّف لابن أبي شيبة : ج۸ ص۷۵ ح۵۳ و راجع المصنّف لعبد الرزّاق : ج۱۱ ص۴۱۶ ح۲۰۸۷۲ .

5.التوحيد : ص۱۰۳ ح۱۸ ، الاحتجاج : ج۲ ص۱۷۲ ح۲۰۱ ، بحار الأنوار: ج۴ ص۱۳ ح۱۵ .


اسباب اختلاف الحديث
410

السبب السابع والخمسون : الاستخدام

هو أن يُذكر لفظ له معنيان فيُراد به أحدهما ، ثمّ يُعاد عليه ضمير أو إشارة بمعناه الآخر ، أو يُعاد عليه ضميران يُراد بثانيهما غير ما يُراد بأوّلهما . ۱ كقوله تعالى : « وَالْمُطَـلَّقَـتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَـثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِى أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْأَخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِى ذَ لِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلَـحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ »۲ ، ۳ والآيات (189 ـ 191) من سورة الأعراف وسيأتيك نصّها والبحث عنها .
ومن أمثلة الاستخدام في الأحاديث :

۴۳۱.ما رواه الشيخ الطوسي قدس سره بإسناده عن محمّد ـ يعني ابن مسلم ـ عن أحدهما عليهماالسلامقال :سألته عن الرجل يقرأ السجدة فينساها حتّى يركع ويسجد . قال : يسجد إذا ذكر ، إذا كانت من العزائم . ۴

بيان: فالمُراد بِـ «السجدة» سورة من سور السجدة وبضمير «فينساها» نفس السجدة .

1.جواهر البلاغة: ص۳۶۴ ، وراجع المطوّل في شرح تلخيص المفتاح: ص۴۲۶ .

2.البقرة: ۲۲۸ .

3.ولعمري إنّها لمِن أجمل ما عثرت عليه من الاستخدام ! فإنَّ لفظ المطلّقات عامّ مخصوص بمخصّص منفصل، ثمّ رجع إليها ضمير « لاَ يَحِلُّ لَهُنَّ » فاُريد به بعض ما اُريد منها ، ثمّ عاد عليها ضمائر « وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ » فاُريد بها من الأفراد غير ما اُريد بلفظ المطلّقات وضميرها الأوّل ، ثمّ عاد عليها ثالثة ضمير «لهنّ» و «عليهنّ» فاُريد بهما غير ما اُريد ممّا سبق عليهما ؛ فإنّ المُراد بهما الزوجات دون المطلّقات . فسبحان الّذي نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها .

4.تهذيب الأحكام : ج۲ ص۲۹۲ ح۱۱۷۶ ، مستطرفات السرائر: ص۳۱ ح۲۸ نحوه ، وسائل الشيعة: ج۶ ص۱۰۴ ح۷۴۵۹ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 233368
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي